Racineur -flickr- CC BY-NC

Red Rosary

مريم العذراء تعطينا 15 سبباً لتلاوة الوردية كل يوم

فلنلتزم بتلبية النداء، ولنعدّ أنفسنا للمعركة ضدّ الشرّ.

Share this Entry

إنّ صلاة المسبحة الوردية هي بدون شكّ أشهر عبادة كاثوليكية، إلّا أنها للأسف لم تعد “رائجة” بين العديد من الكاثوليك. وهذا مؤسف للغاية لأنّ الوردية هي من أقوى الأسلحة في الحرب الروحيّة، وهي تزوّدنا بأكبر مساعدة في حال كنّا نبحث عن حياة روحية مثمرة. وعلى الرغم من هذا، نسمع الكثير من الأعذار لعدم تلاوة الوردية، وأشهرها أنّها “مملّة” أو أنها تستغرق الكثير من الوقت. لكن ما هي منافع الوردية التي تقترن بتلاوتها والتي لا يدركها المؤمنون؟

بحسب مقال أعدّه جف ستمبل ونشره موقع onepeterfive.com الإلكتروني، يشير التقليد الكنسيّ إلى أنّ مريم العذراء ظهرت للقديس دومينيك والقدّيس ألان دي لاروش في القرن الثالث عشر لتنقل لهما عبادة الوردية. وقد كان الرهبان وقتها قد اعتادوا أن يصلّوا سفر المزامير (التي عددها 150 مزموراً). فأعطت مريم الوردية للقدّيسَين المذكورين لينشراها بين المؤمنين، وليس فقط بين الرهبان.

من ناحية هيكليّة الوردية، تنقسم المسبحة إلى خمسة أبيات، يبدأ كلّ منها بصلاة الأبانا، تليها 10 “السلام عليم يا مريم”، لتنتهي بـ”المجد للآب والابن”. إلّا أنّ كلّ بيت من الأبيات الخمسة مخصّص للتأمّل بسرّ من أسرار حياة المسيح، وهناك 3 مجموعات من الأسرار: أسرار الفرح والحزن والمجد. وبهذا، تكون الوردية الكاملة تتألّف من 15 بيتاً. وفي عملية حسابيّة بسيطة، فإنّ 15 بيتاً مؤلّفاً من 10 “السلام عليك يا مريم” توازي 150 “السلام عليك”، لنصل إلى نتيجة التسمية “مزامير مريم”.

لكنّ السؤال الأهمّ الذي يُطرح هنا هو: لمَ علينا تلاوة الوردية يومياً؟

إنّ التلاوة اليومية للمسبحة تساعدنا على فهم مريم بشكل أفضل، لكي عبر مريم، نتعرّف بيسوع بشكل أفضل أيضاً. فعندما نتأمّل في كلّ سرّ، نكون ننظر إلى نواح مختلفة من حياة يسوع عبر عينَي أمّه، بما أنّ الأمّهات يعرفن أولادهنّ ويرونهم بشكل يختلف عن الآخرين.

وبما أنّ مريم هي التي أعطتنا الوردية، فهذه الأخيرة تتمتّع بقوّة كبيرة، إذ أنّ العديد من المعجزات اقترنت بتلاوة الوردية. والجدير بالذكر هنا أنّ سيّدة فاطيما قالت إنّ السبب الأساسي لعدم خلاص أرواح العديدين هو أنّ أحداً لا يصلّي على نيّتهم. من هنا، عندما نصلّي، يمكننا أن نقدّم الورديّة على نيّة معيّنة.

أمّا من الناحية الروحية، فثمّة تأكيد على كون المعركة بين السماء وجهنّم حقيقية. لذا، تتمتّع المسبحة الوردية بقوّة ضدّ الشرّ، بما أنّ الشيطان وأرواحه يكرهون مريم كرهاً أعمى، وهم يعرفون الوردية ويخشونها. هل ننسى قول البابا بيوس التاسع “أعطوني جيشاً يتلو الوردية وسأتغلّب على العالم أجمع”؟ هذا مدى قوّة الوردية التي تُبعد التجارب وتمدّنا بالسلام. وإن كان هناك سبب لعدم تلاوة الوردية كما في السابق، يمكن أن تكونوا متأكّدين أنّ الشيطان بنفسه خلفه!

في النهاية، إنّ سيدة فاطيما هي التي قالت “صلّوا المسبحة الوردية كلّ يوم”. فلنلتزم بتلبية النداء، ولنعدّ أنفسنا للمعركة ضدّ الشرّ.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير