خرجت يوم أمس الأربعاء 4 أيار الوثائق الرسمية من أرشيف الفاتيكان لتدخل إلى معرض لا سابق له في روما وكان قد أعلن عن أهميتها كل الباباوات الذين مرّوا في خلال يوبيلات عادية منذ العام 1300 حتى آخرها عام 2000. في الواقع، إنّ كل هذه الوثائق هي محفوظة في الأرشيف السرية لدى الفاتيكان وتعود إلى اليوبيل الأول على عهد بونيفاقيوس الثامن حتى عهد يوحنا بولس الثاني عام 2000 وعليها الأختام البابوية. وقال عميد الأرشيف المونسنيور سيرجيو باغانو بأنه لا يمكن الوصول إلى هذه الوثائق إلاّ لسبب مقنع أو لأسباب غايتها البحث التاريخي ليس إلاّ.
لم يوافق الفاتيكان على إخراج هذه الوثائق الرسمية خارج حرمه إلاّ بهدف عرضها في القصر الذي يعود إلى القرن الخامس عشر بالقرب من البانتيون في المركز التاريخي للمدينة الخالدة. إنّ البابا بونيفاقيوس الثامن (1294 – 1303) هو أوّل من أصدر مرسومًا على غرار اليوبيلات العبرية بالإعلان عن السنة المقدسة الأولى عام 1300 من خلال تكليف خلفائه بمهمّة الاحتفال بيوبيل واحد كل 100 عام.
حصد هذا اليوبيل الأول نجاحًا باهرًا مانحًا وقتئذٍ البابا غفرانًا كاملاً لكل الحجاج الذين يزورون روما. إنما ما لبث أن قرر الباباوات الذين توافدوا على السدة البطرسية من بعده على تعيين يوبيلين في القرن الواحد ثم ثلاثة وفي النهاية أربعة لتتحقق اليوبيلات العادية كل 25 عامًا.
وفسّر المونسنيور ليبيرون أندرياتا نائب رئيس مكتب الفاتيكان للحج بأنّ غالبًا ما كانت تتمحور مواضيع الوثائق الرسمية حول الحالة السياسية والروحية التي تعمّ العالم الكاثوليكي في زمن كتابة التقرير. وفي تلك القرون البعيدة، لم تكن المشاكل تختلف كثيرًا عن تلك التي نعانيها اليوم: الأمن والأوبئة والنقل.
وأما المونسنيور باغانو فحدّد بأنها أيضًا مناسبة للكشف عن وضع إيمان المؤمنين وهو يعمل هذا الأخير منذ 37 عامًا في الأرشيف السريّة ويقوم بدراستها. وأضاف: “كان الإيمان حصنًا في الأوقات الصعبة على مدى زمن طويل ضدّ الحروب والمجاعات والأوبئة” بحسب ما ذكر موقع www.paris-normandie.fr.