القيادة هي ذلك التأثير الإيجابي والخلاق على وفي خدمة الآخرين، والتي تركز على تطوير الإمكانات والمواهب التي منحها الله خدمةً للصالح العام، فالقيادة تكون من خلال الممارسة والانضباط، الحب والصبر، التركيز على الآخر لا على شخص القائد، أما المسمى الوظيفي فسيبقى مسمى فقط ولن يمنح الشخص السمات القيادية اللازمة ليكون القائد الحقيقي والفعال.
في عالم اليوم نحن بحاجة ماسة إلى قيادة كاثوليكية أكثر فعالية، من هنا أكد المجمع الفاتيكاني الثاني على دور العلمانيين في الكنيسة وحث على تكثيف العمل معهم ليكونوا قادة في الكنيسة والمجتمع وشهوداً للإيمان تؤتي ثمارها في النفوس.
كتب مستشار القيادة الكاثوليكية الدكتور خايمي بادرو مقالاً هاماً حدد فيه سبعة مهام رئيسية تجعل القيادة الكاثوليكية فعالة ومؤثرة:
- القائد الفعّال يتميز في الالتزام بالصلاة:
الحياة الروحية العميقة التي تنمو وتتطور بالصلاة والالتزام هي المفتاح الرئيسي ليكون القائد فعالاً، فالقائد هو من يقضي وقتاً يومياً مع ربه ومخلصه دون أعذار، فيعتبره واجب مقدس، ويدرك جيداً أن هذا الالتزام هو جزء من عمله كقائد.
- القائد الفعال لديه رسالة واضحة كمسيحي:
رسالة يسوع كانت واضحة: “أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ” (يوحنا 10:10)، وقال أيضاً: “رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ” (لوقا 04:18)، وكما كانت رسالة يسوع كذلك هي رسالة القائد الفعّال الذي يمتلك ذلك الشغف في قلبه للعطاء ونكران الذات، لرؤية النور وسماع الحقيقة، إنه الشغف لخدمة الآخر، وهي السعادة التي يجدها في العطاء لا في الأخذ.
- القائد الفعال يرى نفسه كما يراه الله:
القائد الفعال يرى نفسه باعتباره إنسان خُلق على صورة الله ومثاله مع امتلاكه لإمكانات هائلة لتغيير العالم، إنه يدرك معنى أن يكون قائداً عليه أن يكون تلميذاً في المقام الأول وقائداً بذات الوقت، لقد دعا قداسة البابا يوحنا بولس الثاني العلمانيين الذين كان يشير إليهم غالباً بـ”العملاق النائم” إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً في المجتمع، وانخراطاً في الشؤون الداخلية للكنيسة.
- القائد الفعال يعتمد مبدأ تمكين الآخرين:
ليس سراً أن مبدأ تمكين القادة من أكثر المبادئ القيادية حكمةً وذكاء، حيث لا يخفى على أحد أنه على الرغم من وفرة المواهب فمن الصعب رعايتها وتطويرها، وهنا يبرز دور القيادة الفعالة التي تتفهم هذا المبدأ وتتعايش معه، فتركز على تمكين الآخرين وتساعد في تطوير القادة.
- القائد الفعال يعزز الثقافة الكاثوليكية وينشر البشرى السارة دون خوف:
القائد الفعال هو من يشجع على الإيمان الكاثوليكي فهو يعلم أنه منبع القوة والحكمة ، فيدرس، يطلّع، يحلل، يدافع، ويكون على دراية كافية بالوثائق الكنيسة، هو من يمتلك المهارة اللازمة للإجابة على التساؤلات التي تدور حول ماهية هذا الإيمان، ليسير في هذا الطريق الرائع ويقود الآخرين من خلاله.
- القائد الفعال يعلم أن الإيمان الحي هو الثمار اليانعة:
القائد الفعال يعلم جيداً أن الإيمان الحي لا يعني الحب فقط لكنه تلك القوة والمسؤولية المذهلة التي تحرر عقله وروحه، هو ليس إحساساً ينبض في القلب فقط، فعليه أن يكون قادراً على مشاركة الحياة المسيحية الرائعة التي يحياها لتؤتي ثمارها من خلال إعلان كلمة الله، وهو من يسأل نفسه باستمرار عمن يتطور وينمو من خلال عمله.
- القائد الفعال يمتلك علاقة خاصة مع والدة الإله:
هناك شيء غامض بالغ العذوبة حول هذه العلاقة، لقد كانت مريم العذراء هي الملكة المكرمة في الملكوت التي أجمع على تكريمها جميع القديسين على الدوام، والتي لقبتها الكنيسة بملكة السماء وهذه العلاقة هي ذاتها التي تجمع االقيادة الكاثوليكية الفعالة بوالدة الإله.
قال السيد المسيح: “أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم”، رسالة يسوع كانت واضحة فنورك يجب أن يشرق على العالم ليشعر من حولك بقوة خدمتك فيمجد الله من خلالك، كلٌ منا لديه القدرة أن يكون قائداً أو أن يصبح شخصاً أفضل، لكن واجبك كمسيحي تكمن في بذل المزيد من المحبة والعطاء إنها رسالتك لتكون شاهداً للإيمان في قلب المجتمع والكنيسة.