الخراب في الكنيسة العراقية المحروقة أكّد للمرسل الأرجنتيني الأب لويس مونتس (الذي أمضى في العراق أكثر من 5 سنوات) أنّ الشيطان هو عند أساس هذا الاعتداء، وأنّه على المسيحيين أن يصلّوا لارتداد داعش!
“الشيطان هو من خلف كلّ شيء: خلف داعش وباقي المجموعات الإرهابيّة وخلف من يدعمونها، بعضهم جرّاء تعصّب مماثل وبعضهم لأجل مصالح أخرى”. هذا ما أكّده الكاهن بعد زيارته كنيسة القديس جاورجيوس المهدّمة في برطلة (التي تمّ تحريرها مؤخراً من قبضة الدولة الإسلامية)، وذلك بتاريخ 23 آذار، نزولاً عند دعوة السفير البابوي في العراق والأردن الأسقف ألبرتو أورتيغا، بحسب ما ورد في مقال نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني.
ويضيف الأب مونتس قائلاً إنّ هذه القوى تهاجم في الواقع يسوع المسيح مخلّص البشرية. “لكن بما أنهم يعجزون عن إيذائه، يهاجمون كنائسه ومؤمنيه”.
أمّا عن الدمار الحاصل فقد قال: “يقف المرء عاجزاً عن الكلام لدى رؤية مكاناً مقدّساً محروقاً ومخرّباً ومدنّساً، فهذا يجعل دمه يتجمّد في عروقه. كما وأنّ رؤية الأرضية والجدران والسقف باللون الأسود، والتماثيل المحطّمة والكتب المقدّسة محروقة تجعلنا نفهم مدى الحقد الذي تسبّب بهذا، الحقد الذي يمكن تلخيصه بجملة واحدة: رفض المسيح وصليبه”. كما وشدّد الكاهن على أنّ الحقد نفسه الذي يهاجم مزارات المسيح يعتدي على الهياكل الحيّة التي هي المسيحيين. “إنّهم يضطهدوننا لأننا ننتمي إلى المسيح، وهم يهاجمون كلّ من لا يفكّر مثلهم”.
لكن على الرغم من هذا الألم كلّه، قال الكاهن إنّه وجد النعمة: “اختبرت فرحاً عميقاً أدّى بي إلى جمع بعض الأغراض من ذاك المكان: حجرة وقطعة من تمثال محطّم، أي رموز النعمة التي يمنحنا إياها الله لكوننا مضطهَدين لأجل ابنه. وهذا القدر من الدمار يجب أن يدفعنا للصلاة لأجل المضطهِدين…. خاصّة وأنّ الله قادر على دعوتهم إليهم، وهو ينتظر صلواتنا ليعطينا مجد مشاركته النصر. إنّ الشيطان يُحدث ضجّة ويبثّ الخوف في النفوس لكنّه الفاشل الأكبر. فعندما نجح في قتل ابن الإنسان، فقد قِواه. والآن، فيما يبدو الشيطان أكبر ناجح، إنّه في الواقع يهزم نفسه لأنّ الله يأمر بالخير لمختاريه”.