نعم .. إنّها الطّاعة المطلقة….
نعم … إنّنا نرى الطّوباويّ يعقوب يرتدي الزّيّ المدرسيّ …ويدخل مدرسة مريم… يدخل مدرسة الطّاعة المطلقة… إنّه يحيا الانحناء الكلّي أمام إرادة من أرادنا سعداء… أمام إرادة من يخطّ لنا مشروعًا خلاصيًّا…
أراد أبونا يعقوب الخلاص، لذلك تسلّح بالإرادة الفعّالة، والقويّة … كان دائم التّأهّب لاحتمال الذّبائح، ولحمل الصّليب، ذاك الألم الّذي اعتبره قنديل دربٍ يقوده إلى فرح لقائه المسيح …
لم يخف التّعثّر، لم يخشَ الانسحاق، حدّق وأمعن النّظر في شعاع الصّليب، عرف كيف يرفع حدقاته إلى العليّ وثابر… ليصل…
همّه الوحيد ، تمجيد اسم الرّب، عاش تعاليم القديس “بولس” حين هتف” من يفصلنا عن محبّة المسيح ؟ أضيقٌ، أم شدّةٌ، أم اضطهاد، أم جوع…؟ إنّنا من أجلك نماتُ النّهار كلّه، إلّا أنّنا في كلّ ذلك نغلب بالذّي أحبّنا.” (روم 8/38)
نعم ، تقوّى أبونا يعقوب بشعلة الإيمان، وحافظ على نورالمسيح مشتعلًا دائمًا في قلبه، لأنّه أيقن أنّ المسيح هو الطّريق الذي ينبغي أن يسلكه، والحقيقة الّتي يعترف بها، والحبّ الّذي يودّ أن يُحيي قلبه.
عرف السّعادة والقوّة مع الله، لأجل ذلك التقى به في عيون الفقراء والمنبوذين والمحتاجين…
نثر الحبّ في حياة إخوته الضّعفاء، وزرع في قلوبهم الفرح والسّلام، وهكذا فاضت نعم الله في حياته…
سار أبونا يعقوب قويًّا ، لأنّه كان على ثقة أن يد العليّ تمسك بيده وترعاه…
ونحن اليوم ، نطلق صراخنا …يا ربّ ساعدنا، ولا تسمح لضجيج ما حولنا أن يصرفنا، ويبعدنا عن فرح لقياك… ساعدنا كي نحيا على مثال يعقوب، تلك الإرادة المستمدّة من الطّاعة المطلقة لمشيئتك في حياتنا….