“هذه أمّي – لقاءات مع مريم” هو عنوان كتاب جديد وُضع إثر مقابلات أجراها الكاهن البرازيليّ أليكساندر أوي ميلو أمين سرّ “دائرة العلمانيين والعائلة والحياة”.
“أخي العزيز… هذا الكتاب “كُتب بواسطة القلب، ويسرّني أن تكون شهادتي قد ساعدت في تمجيد أمّنا”: بهذه العبارات، أجاب البابا الأب أوي ميلو الذي أرسل له نسخة عن الكتاب الذي صدر البارحة في إيطاليا، كما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
أمّا المؤلّف فهو متخصّص باللاهوت وتخرّج من جامعة سانتياغو الحبرية في التشيلي.
في هذا الكتاب، يُخبر البابا فرنسيس عن علاقته البنويّة مع أمّ المسيح، متطرّقاً إلى بعض ما يفعله، كصلاته في كاتدرائية مريم الكبرى في روما قبل وبعد أيّ رحلة، أو تكريمه لها بالزهور التي يضعها أمام العديد من صورها. كما ويصف البابا خبراته الروحيّة الشخصيّة مع مريم، ويتكلّم عن أهمية المزارات المريمية وقيمة التقوى الشعبيّة ودور المرأة ودور مريم في الكنيسة. ويتكلّم أيضاً عن تكرّسه الخاصّ لبعض أسماء مريم مثل “مريم التي تحلّ العقد”.
نشير هنا إلى أنّ الفصل الأخير من الكتاب يعرض مجموعة صلوات تلاها البابا في المزارات أو المكتوبة في بعض الوثائق.
ويشرح الأب أوي ميلو أنّه “بالنسبة إلى البابا، مريم ليست فكرة، بل هي شخص يلتقيه كلّ يوم… إنّ البابا ممّن يعزّزون ثقافة اللقاء”، لذا أراد الكاتب أن يتضمّن العنوان عبارة “لقاءات مع مريم”.
من ناحية أخرى، وخلال الحوار مع الكاتب، أراه البابا جميع صور العذراء مريم في غرفته ومكتبه. “ومن بين الصلوات العزيزة على قلبه، صلاة “تحت ذيل حمايتك” التي دعانا إلى تلاوتها هذا الشهر”.
كما وأنّ للبابا علاقة خاصّة جداً مع عذراء لوجان وعذراء أباريسيدا، وهو “على علاقة مميّزة بعذراء الحنان، وهو لقب قليل الاستعمال”.
“وهذه العلاقة مع مريم ليست تقوى فحسب، بل ما يكنّه الأب الأقدس للعذراء هو تصرّف يرغبه للكنيسة بأجمعها: أن تكون مريم أمّاً. وهذا بالنسبة إليه إشارة على أنّ الكنيسة يجب أن تكون أيضاً أمّاً رحبة الصدر ومنفتحة ورحومة قبل كلّ شيء”.
وأضاف الكاتب اللاهوتي أنّ “لاهوت البابا المريمي هو أمر يعيشه، وهو القائل: “إن أردتم أن تعرفوا من هي مريم، اسألوا اللاهوتيين. وإن أردتم أن تعرفوا كيف تحبّونها، اسألوا الشعب”.”
أمّا المميّز بين مريم والبابا، فهو “لقاءاته” بها في مزار لوجان المريمي، والذي هو المزار الوطني للعذراء في الأرجنتين. ويصف الحبر الأعظم الأمر “بطريقة جميلة جداً” (كما قال الكاهن المؤلّف ذلك)، بحيث يتكلّم عن جلوسه في كرسي الاعتراف في المزار. “كان المؤمنون يدخلون من يمين ويسار الكنيسة. ولدى إصغائه إلى اعترافات من دخلوا من اليسار، كانت الاعترافات طبيعية جداً. أمّا اعترافات من أتوا من الجهة الأخرى أي من مرّوا من أمام العذراء، فقد كانت اعترافات حياة بأكملها مع عواطف جيّاشة ودموع… لأنّهم كانوا قد التقوا العذراء للتوّ وتبادلوا معها النظرات”.