Copyright Vatican Media

جميعنا إخوة: دليل لبناء مجتمع أكثر عدلاً

تأمّل حول الأخوّة العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“إنّ الاجتهاد من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً يقتضي القدرة على الأخوّة وروح الشركة البشرية”: عبر هذه التغريدة الأولى المنشورة بعد ظهر السبت 3 تشرين الأول 2020، لمّح البابا إلى رسالته الحبريّة الاجتماعية والسياسيّة “جميعنا إخوة” التي وقّعها في أسيزي عند قبر شفيعه القدّيس فرنسيس.

بعدها، نشر البابا تغريدة ثانية دعا فيها إلى “التفكير والتصرّف” بواسطة الكلمات الأساسيّة “أخوّة” و”صداقة اجتماعيّة”: “أسلّم هذه الرسالة الاجتماعية كمساهمة متواضعة للتأمّل لكي نتمكّن، إزاء مختلف الطرق الحالية للقضاء على الآخرين أو تجاهلهم، من الاستجابة بحلم جديد للأخوّة والصداقة الاجتماعية لا يقتصر على الكلمات”.

أمّا تعبير “الصداقة الاجتماعيّة” فمذكور حوالى 15 مرّة في نصّ الرسالة الحبريّة التي تؤيّد “الرفق” العميق، فيصبح الحبّ قوّة سياسيّة، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.

تتألّف الرسالة الحبريّة من مقدّمة و8 فصول. وترسو الرسالة عند قراءة حالة ووضع العالم، على وجه السامري الصالح، وتنتهي بـ”صلاة للخالق”، “صلاة مسيحيّة مسكونيّة”.

تنطلق الرسالة الحبريّة من استنتاج (في الفصل الأوّل المعنون “ظلال عالم مُغلق”) لكن ليس بلا رجاء، في إطار الوباء الذي ليس لديه حدود.

ويقترح الفصل الثاني نور إنجيل السامري الصالح: غريب على الطريق بوجه قريب بلا حدود، ويسمح للغريب بأن يُناديه، فينا يعرض الفصل الثالث مثال “الحبّ العالمي الشامل” كمُحرّك لحقّ الشعوب.

أمّا الفصل الرابع فيقترح جدليّة بين ما هو محلّي وعالميّ، وهو فصل يدعونا فيه البابا إلى إعادة الانطلاق من القلب ومن الانفتاح، للتفكير في مجتمع ما بعد الوباء.

فيما يختصّ بالفصل الخامس، فإنّه يتطرّق إلى “السياسة الأفضل”: في هذا المعنى، الرسالة الحبريّة هي سياسيّة أيضاً وتقترح أن يكون الحبّ كمحرّك للسياسة عبر تمييز وتشخيص مناسب.

في الفصل السادس، يستعيد البابا موضوعاً غالياً على قلبه، وهو موضوع الحوار كمحرّك اجتماعيّ، مُنادياً بثقافة اللقاء والعطف الذي هو دواء القسوة، فيما يقترح الأب الأقدس في الفصل السابع طرقاً انطلاقاً من الحقيقة لبناء السلام كفعلةٍ في دينامية الغفران (القوّة السياسيّة)، ودينامية الذاكرة ورفض عقوبة الإعدام والحرب والظلم.

إعلان أبو ظبي

نصل إلى الفصل الثامن حيث يُشير البابا فرنسيس إلى دور الديانات “في خدمة الأخوّة في العالم”، مُستعيداً نداء أبو ظبي، لأنّ ما يذكره البابا في المقدّمة هو الصِلة بين هذه الرسالة الحبريّة وذكرى زيارة القديس فرنسيس الأسيزي إلى السلطان المصري الملك الكامل (سنة 1219)، مع زيارته الرسوليّة إلى الإمارات العربية المتحدة التي أدّت إلى توقيع الوثيقة حول الأخوّة الإنسانيّة مع الشيخ أحمد الطيب إمام الأزهر.

ويشير الحبر الأعظم كيف أنّ الرسالة الحبريّة تُطوّر أسس هذا الإعلان وتأخذ أصداءه بعين الاعتبار.

من ناحية أخرى، وبالنسبة إلى البابا، إنّ شموليّة الإنجيل ضمن لغة تصل إلى كلّ إنسان هي من المفاتيح الأساسيّة: “مع أنّني كتبت هذه الرسالة انطلاقاً من قناعاتي المسيحيّة التي تدعمني وتغذّيني، حاولت فعل ذلك بطريقة تسمح للتأمّل بالانفتاح على الحوار مع جميع أصحاب الإرادة الحسنة”.

© Vatican Media

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير