عشية عيد القديس يوحنا بوسكو (1815-1888)، مؤسس جمعية القديس فرنسيس دي سال – الذي تمّ الاحتفال به يوم الاثنين 31 كانون الثاني – أراد البابا فرنسيس “أن يحيّي السالزيان، الذين يقومون بالكثير من أجل الخير في الكنيسة”.
تمنى “أطيب التمنيات لكلّ الساليزيان” في ختام صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 30 كانون الثاني 2022. “دعونا نفكر في هذا القديس العظيم، والد ومربّي الشباب، الذي لم ينغلق في السكرستيا وفي انشغالاته، بل خرج إلى الشارع للبحث عن الشبيبة مع كلّ هذا الإبداع الذي كان يتميّز به”.
قال البابا فرنسيس أيضًا إنه “تابع القداس الذي احتفل به في تورينو يوم عيد القديس يوحنا بوسكو و”صلى من أجل الجميع”.
دعونا نتذكر أنه منذ طفولته، كان دون بوسكو حاضرًا في حياة الشاب خورخي ماريو بيرغوليو، البابا فرنسيس المستقبلي من خلال الكاهن إينريكي بوزولي.
اضطلع الكاهن الساليزياني بدور بالغ الأهميّة في حياة البابا وعائلته: بفضل الأب بوزولي التقى والدا البابا، ماريو خوسيه فرانسيسكو بيرغوليو وريجينا ماريا سيفوري غوغنا وتزوجا في 12 كانون الأول 1935. وقد عمّد البابا فرنسيس في يوم عيد الميلاد، 25 كانون الأوّل 1936، في بوينس آيرس.
كان الأب بوزولي هو الذي “تدخل بشكل حاسم” في دعوة الشاب خورخي بيرجوليو وأصبح والده الروحي. بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة الأب بوزولي، في تشرين الأوّل 1990، كتب البابا رسالة إلى الأب كاييتانو برونو، مؤكّدًا صلاته على نيّة الأب بوزولي مؤكّدًا على شعور الامتنان الذي يمنحه إياه الرب كلّ ما صلّى على نيّته.
لطالما فسّر البابا فرنسيس تأثير دون بوسكو في حياته فكتب في مقدّمة فرح الإنجيل مع دون بوسكو الذي نشره السالزيان الإيطاليون في العام 2019: “رسالته كانت ثوريّة في فترة كان يعيش الكاهن حياة منفصلة عن حياة الشعب”.
حمل دون بوسكو التبشير إلى “المحيط الاجتماعي والوجودي” وحمل فرح وعناية المربي الحقيقي لكلّ الشبيبة الذي أخرجهم من الشوارع”.
بالنسبة إلى البابا فرنسيس، إنّ السالزي هو مربٍّ عانق هشاشة الشبيبة الذين كانوا يعيشون في التهميش ومن دون مستقبل، انحنى على جراحاتهم وداواهم مثل السامري الصالح”.
في مقابلة أجرتها زينيت، في العام 2019 مع الأب جان ماري بيتيت كليرك، نائب مقاطعة فرنسا وجنوب بلجيكا للساليزيان ومؤسس شبكة “دون بوسكو العمل الاجتماعي”، تحدّث عن أهمية دون بوسكو في روحانية وراعوية البابا. بالنسبة إلى الكاهن الساليزي، يواصل البابا فرنسيس في حمل موهبة دون بوسكو مشدّدًا على أنّ أسلوبه في التذكير بضرورة “الخروج إلى الضواحي” و”قربه من الأطفال وبالأخصّ الذين يعانون إعاقة ما، وطريقته في الجمع ما بين القداسة والفرح على مثال فرنسيس السالسي، ملهم دون بوسكو الذي كان يقول “القديس الحزين تبقى قداسته حزينة”.