FCL

المدرسة هي المفتاح الذي يفتح الأبواب لرسالتنا

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 “اليوم يظهر أنّ الجوّ قد تغيّر، وفي بعض الأوقات أصبحت هذه البقعة الهادئة من الأرض منطقة زوابع، وتزعزع إيمان الكثيرين. سنصبّ كلّ اهتماماتنا على تقوية النّفوس، وحمايتها…

المدرسة هي المفتاح الذي يفتح الأبواب لرسالتنا…”

                    أبونا يعقوب الكبّوشيّ

هذا ما عاشه الكبّوشيّ…. جاب طرقات وطنه من السّاحل إلى الجرد، والتقى بالكثيرين…

أصغى، وتأمّل، وصلّى…عرف أنّ هناك خيرًا كبيرًا يجب تحقيقه، لا بل هناك شرور كثيرة يجب تفاديها…

أراد أن يوقظ الكثيرين من أوهامهم، أن يوقظ المربين، والأهل من ما يظنّونه سعادة، وقناعة. أن يوقظهم من أحلام عدم الاكتراث، أراد أن يحثّهم على اكتشاف الدّواء الشافي، على عيش الإيمان في النّفوس، والمحافظة على النّاشئة.

ازرعوا برشانًا تحصدوا قدّيسين”

تلك كانت وصية أبونا يعقوب الشّهيرة…

لجأ إلى وسائل شتّى ليجعل رسالته مثمرة…اعتبر أنّ الإنسان بارع بتدبير لقمة عيشه مهما كانت صعوباته كثيرة…أراد أن يبحث عن لقمة عيش مختلفة المذاق… أراد أن يُنمّيَ الإنسانَ بالزّاد الأشهى، والألذّ… تربية الأجيال على الإيمان، كانت هدفه.  لأنّه أحبّ إنسان بلاده، أحبّ لبنان، أراد أن يراه ينمو، ويقوى دون عناء، مثل أرزه الجبّار هازئًا بالعواصف التي تحطّم، وتقتلع…

سعى من خلال مسيرته التربويّة إلى نشر كلمة الله، فباتت أمثولته أمثولة فرح الكلمة… تسلّح بالصّلاة، بالكتاب المقدّس فهو أفضل الكتب في التربية، والتعليم.

 صلّى من أجل المعلّم، واعتبره المؤتمن على تعزيز الوطن، وإنجاحه. أعطى المكانة الأولى للتعليم الدّينيّ، والمشاركة في القدّاس، وممارسة الأسرار. فإذا كبر المتعلّم في مثل هذا الجوّ ، عاش السّيرة الصّالحة، وبنى المجتمع السليم، ووطن الإنسان – المواطن المسيحيّ…

أحبّ المتعلّمين، تفهّم نفسيّتهم، استعمل كمًّا هائلًا من الأمثال، والنكت التي تحفظ الأمثولة في أذهانهم. شدّد على التهذيب، والأخلاق، وقد ألّف لتلاميذه كتابًا في آداب المجتمع.

كان يشجّع الأهل، والمربّين على تحمّل مسؤوليّاتهم بحزم، فقد قال: ” لو أوشك ولد أن يسقط في حفرةٍ، وكان والده قادرًا أن ينشله من السّقوط بأخذه من شعر رأسه، فلو تركه يسقط لئلّا يسبّب له وجعًا من جرّاء ذلك، ماذا تقول عنه؟ هكذا من لا يريد أن يؤنّب ابنه”

 “أدّب ابنك، فيريحك، ويملأ نفسك بالبهجة” ( الأمثال 29/17)

 إنّه الكبّوشيّ، المربّي…

أراد نموّ الإنسان، أراد نموّ الوطن…

أبونا يعقوب… …

تربية الأجيال … مسؤوليّة كبرى … صليب مشقّة، وجلجلة تضحية … ولكنّ الغدَ نورُ قيامة، وفرح إنسانٍ، ومجتمعٍ، ووطن…

معك اليوم سنصلّي …لأنّك المربّي، والأب، والمعلّم، والواعظ، والمرشد الرّوحي، والتربويّ… صليب سبحتك بين يديك، والمصلوب حبيب قلبك ، الكتاب المقدّس منسّق دروسك، والعناية الإلهيّة مرشدتك،  فهي خير المعلّمات…

“أبونا يعقوب”… معك سنصلّي من أجل أن ينمو الإنسان على الإيمان ليبني مجتمع الحبّ، ووطن السلام…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير