بتاريخ 18 أيار 2024، زار البابا فرنسيس فيرونا وكرّس تمثالاً ليسوع القائم من الموت، وهو تحفة فنية وُلدت من رؤية الأب إبراهيم فلتس (نائب حارس الأرض المقدّسة)، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في التفاصيل، يُتوقَّع أن يؤدّي هذا الحدث إلى رفع أكبر التماثيل في القدس. فالتمثال الذي سيوضع في قلب المدينة القديمة يهدف إلى أن يرمز إلى التسامح والترحيب بالآخرين، كوسيلة لبناء جسور المصالحة والحبّ. وهذه النيّة تمّ تسليط الضوء عليها في تقرير صدر عن “مركز الإعلام المسيحي”.
إذ نُحِتَ من مواد تتفاعل مع ضوء الشمس، يتغيّر مظهر التمثال خلال النهار، فتتحوّل ألوانه بحسب موقع الشمس، وتختلف درجات الألوان بين فترات الصباح وبعد الظهر والمساء. أمّا الهدف مِن هذه الميزة فهو إبراز جمال السّماء والطبيعة.
من ناحيته، عبّر الأب فلتس عن آماله المتعلّقة بهذا التمثال فقال: “نأمل أن يعكس التمثال حقيقة الأرض المقدّسة وتنوّعها والواقع الذي نعيش فيه على الرغم من كلّ الصعوبات والتحديات. وينبغي أن يُجسّد روح الحبّ والسلام والتسامح والعدالة والأخوّة، فيما يمحو روح الانتقام والغيرة والحسد والكراهية… نتوق جميعاً لنبلغ السماء، لكن هذا لا يتمّ إلّا عبر أعمال الحبّ والعدل والتسامح والسلام. إنّ تقبّل مَن يختلفون عنّا ومعاملتهم كإخوة خُلقوا على صورة الله، يُؤدّي إلى السلام، ويوصلنا إلى السّماء مع المسيح الرب”.
في سياق متّصل، وخلال رحلة البابا فرنسيس إلى فيرونا، تكلّم المطران دومينيكو بومبيلي عن معنى التمثال قائلاً: “إنّ تقديم تمثال يسوع الذي يعانق البشريّة يُفترض أن يكون إشارة رجاء تبدأ من فيرونا وتصل إلى الأرض المقدّسة فالعالم. والتمثال بمثابة رواية مضادة لحتميّة الحرب، رواية تتوسّل السلام الذي يمكن بناؤه يوميّاً بمساهمة الجميع”.
بدأ العمل على التمثال منذ حوالى 18 شهراً، تحت إشراف النحّات الإيطالي أليساندرو موتو، بعد موافقة حارس الأرض المقدّسة على التصميم الأساسي والرسمات. من ناحيته، شرح منسّق المشروع روبرتو بريزيو عن تغيّر مقاييس التمثال قائلاً: “بدأنا بخمسة أمتار، ثمّ 7 و8 وصولاً إلى 10 أمتار. التمثال مصنوع من البرونز والفولاذ ويزن حوالى 4400 كيلوغرام. وهو يظهر المسيح الذي يعانق البشريّة فيما يصعد إلى السماء. وجه المسيح هادىء فيما يعود إلى الآب”.