Avatar

Articles par القمص أثناسيوس جورج

هل تعرف ما هو الأساس اللاهوتي الأول لوحدة الكنائس؟

 وحدة الكنيسة هي من وحدة الثالوث؛ وهذا هو الأساس اللاهوتي للوحدة، وليس أساس آخر. فالشهادة للعالم والكرازة شرطها الوحدة.. الثالوث في الكنيسة ممتد شهادة في العالم.. فالآب مصدر الثالوث أو يُنبوع الثالوث؛ والابن مركز الكنيسة؛ والروح القدس حامل الشهادة والكرازة والخدمة؛ والثالوث في وحدة وانسجام.

لقَّانُ عِيدِ الغِطَاسِ

في عيد الغطاس نصلي ليتورچيا اللقان لأننا أخذنا التجديد في المعمودية كعُربون حتى نصل بالجهاد والنعمة إلى التجديد التام بصناعة أعمال تليق بالتوبة… فعندما نقف أمام اللقان نتذكر مياه معموديتنا ونذرها في يوم معمودية الرب بنهر الأردن… إستنارةً وضياءً وحالة سوية وقدس أقداس وبهاءً للنفوس؛ فلا نعود لنحمل من جديد نير العبودية؛ بل نثبت في الحرية؛ حرية البنين بممارسة الوصايا. ننظر إلى ليتورچيا لقان عيد الأنوار ونعاين الظهور الإلهي؛ مُصلين لتقديس المياة وبركتها لمسيرة تجديدنا الروحي؛ الذي لن يتم فقط بالمعمودية؛ بل بالعكوف أيضًا على تكميل الوصايا التي يتعين علينا تتميمها بخوف ورعدة… لأن كمال المعمودية يحصل بواسطة الجهاد الروحي وأعمال الحرية التي تليق برتية البنين؛ باذلين كل اجتهاد لنجعل من غير المنظور منظورًا؛ فالذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة (٢بط ١ : ٩).

هِيرُودُسُ مُزْمِعٌ أنْ يَبْحَث عَنِ الصَّبيِّ ليُهْلِكَهُ

يسوع المسيح مخلص العالم؛ كان موضع مطاردة وانتقام وتصفية جسدية منذ ولادته. فكان هيرودس وأعوانه يترقبونه ليُوقعوا به خوفًا منه، بينما هو جاء ليكون لهم به حياة أفضل. حسبوا أنه جاء ملكًا ومسجودًا له؛ ليؤسس حكمًا زمنيًا؛ لكنه وياللعجب جاء ليؤسس ملكوتًا أبديًا لا يتزعزع ولا ينقرض.. وقد قال بفمه الإلهي الطاهر (مجدًا من هذا العالم لستُ أطلب) .. إنه وُلد حقًا لكي يشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت، لذلك تهللت كل الأمم بمجيئه.. أتى إلى كل واحد لكي يقدس الذين يقبلونه بإخلاص؛ وأعلن نفسه للكل ليقدس كل من يأتي إليه، وليهدي أقدامنا في طريقه وحقه وحياته؛ ولا شيء يساوي معجزة خلاصنا من قبل صلاحه.

تَذْكَارُ أطْفَالِ بَيْتَ لحْمٍ

أول شهداء المسيحية الذين استُشهدوا ولم يتم سؤالهم بل قُتلوا حتى قبل أن يتكلموا؛ ولم تكن المسيحية معروفة حينذاك… لكن الكنيسة اعتبرتهم شهداء ولم تستثنِ منهم أحدًا؛ بل اعتبرتهم أول مَن نال هذه الرتبة من أجل اسم المسيح… لم يسجل التاريخ جُرمًا أكثر بشاعة من ذبح هؤلاء الأطفال الرُضع، فلم تشفع لهم براءتهم ولا رضاعتهم ولا أعضاؤهم الليّنة والغضّة أمام جنون وطيش هيرودس الذي انتزعهم من على ثِدِيّ أمهاتهم؛ في مجزرة جائرة اصطبغوا فيها بالدماء؛ وكانوا سابقين لآلام المخلص الذي غسل بدمه الكريم أرضهم المدنّسة بالمعاصي؛ وخلص بتدبيره الأمصار والأرض كلها.

مُشَاهَدَاتٌ فِي عِيدِ المِيلاَدِ

لا تنشغلوا عن ميلاد المسيح الفصحي.. فقد قتل هيرودس الأطفال جميعًا..  اصطفّ الأطفال للذبح، استُشهدوا من أجل الملك المولود وهم بعد رُضَّع وأعضاؤهم لينة وغضة، لكنهم لم يستسلموا من أجل عظيم القوات. مضى المسيح المولود إلى مصر لكي تأتي معه.. بينما دم ذكي كريم دخل إلى العُرس عوضًا عنه. صوت سُمع في الرامة، نَوْح وعويل، وصوت في السماء بالمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.

الجِدَالُ حَوْلَ تَهْنِئَةِ المَسِيحِيينَ بِأَعْيَادِهِمْ

تتعالى في كل عام في زمن الأعياد أصوات نافرة تدعو إلى جدل شرير حول عدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم؛ ويدور الجدال بين من حرَّموا ومن حللوا ومن أجازوا على مضض!! وهو على إية حال مرآة تعكس حالة الوضع الذي يعيشه المسيحيون من تضييق وازدراء واعتداء بالقول والعمل؛ على وجودهم وحقوقهم؛ بما لا يحتاج إلى التذكير به أو سرد وقائعه؛ لأنه مُجحِف ومتلاحق ومتداول؛ ولن ينتهي إلا بزوال أسبابه ومناخه؛ المعلوم منه والمجهول .