هنالك عدة اسبابٍ للرفض الذي يلاقيه العرض المسيحي لله، وإحدى هذه الأسباب، السهولة المبالغ بها في الحديث عن الله، الى درجة – ومن الممكن أن تكون هذه هي السهولة الدائمية والكسل المستديم في الحديث عن الله – أصبح مفهوم الله، حفنةً من المفاهيم البالية، كالخرقة العتيقة المستهلكة غير الاختبارية (عكس الاختبار الفيزيائي). أصبح الله، مثل المفاهيم الاعتيادية اليومية الموجودة في الأسواق، وعلى الرفوف، وكإحدى الاشياء الثابتة الجامدة، منظرٌ موضوعٌ على قارعة الطريق، نستعمله عند الحاجة. وهذا الشيء، مع شديد الحزن والأسى، مختلف ومغايرٌ لما يقوله ويصرّ عليه الكتاب المقدس في الكلام والوصف للإله، فنرى النبي أشعياء يتحدثُ عن الرب كإلهٍ خفيٍّ وغامض (راجع أش45)، ولهذا، فالعلاقة مع الله، تفرضُ على الاخر ان يعانق وجه الله الغامض والخفي، الأنسان، كما تظهر الدراسات الانسانية ومختلف علوم الانسان هو مثل “أيسبرغ” نرى منه فقط القمّة، بينما تختفي منه أكثر من 99% في المياه الداكنة. ولهذا، فمسيرة تعرّفنا لله يجب ان لا تكون بديهية فورية، لكن معرفة اننا لا نعرفه، معرفة إحتجابه، غموضه، سرّه، معرفة المسيرة الدائمية، والاكتشاف المستمر لله وللذات أيضا.