Avatar

1

Articles par عدي توما

جسد المسيح وحضوره في القربان المقدّس

في عالم البشر هذا ،  وقد انحصرَ في شبكة من العلامات والمعاني، فإنّ حضور المسيح الحقيقيّ في القربان المقدّس يجب أن يُحصَر  بإعتباره حضورًا يُرسل اشارته إليّ ، ولإنّه كذلك فهو لا يكون حقيقيّا إلاّ بقدر ما أفهم المقصود منه .

تجلّي يسوع … عند مرقس ومتى (ستّة أيّام ٍ ) ، وعند لوقا (ثمانية أيام) … هل هناك تناقض، أم ماذا؟

الكلّ الآن ، على الأغلبْ ، عرفَ معنى تجلّي الربّ يسوع على الجبل … لكن ، الكثيرونَ يقفون حيارى أمام قضيّة الأرقام في الإنجيل … ! فهنا سنرى ما معنى ” الستّة أيّام ” التي من بعدها أخذ يسوعُ الثلاث تلاميذ معه على جبل ، على إنفراد وتجلّي بمرأىً منهم ..!

الإنسان أمام الله.. التخلّص من مأزق العقل الفلسفي المجرّد (8)

لنلقيَ النظر قليلا كخاتمة لهذه الفقرة من شذراتنا لبعض ما قاله وذكره اللاهوتي الالماني اللامع فالتر كاسبر، يذكر هذا الكاردينال ، أن المؤرّخ، لا يضيف إضافةً لاحقةً الى التاريخ سؤالا يوجّه صوب بعدٍ، يجيب فيه اللاهوتي بالاعتراف بالله ربا للتاريخ، لكن التاريخ ذاته، هو من يطرح هذا السؤال. وأن المقصود ليس جوابا يدلّ على المعنى، ولا برهانا على الله إنطلاقا من التاريخ. إذن، ليس المقصود محاولة نعت أحداث تاريخية خاصة بافعال الله، أو حكم الله، وهذه المحاولة تتجاوز كثيرا قدرات المؤرخ الذي ليس هو بنبيٍّ.. المقصود هو، أفق مسائل، في هذا الأفق التاريخ موجود حتما دائما وبه يتحرك، وبدونه يستحيل فهمه.

الإنسان أمام الله.. التخلّص من مأزق العقل الفلسفي المجرّد (7)

الإنسان الواقف أمام الله، كالتاريخ بألوانه المتنوعة، وبسلبياته وايجابياته العديدة، واقفٌ أمام هذا الكائن الغامض (عكس الغموض الذي يكتنف عقلنا إزاء مشكلةٍ عويصة، او لغزٍ ممتنع وغير قابل للحلّ)، هو الكائن السرّ، الخفي، البعيد القريب. والانسان، هو التاريخ الطويل منذ بدء الخليقة، لا بل منذُ نقطة تنفّس أول كائنٍ بيولوجي عضوي، في أول ذرةٍ من ذرات هذا الكون، ودخوله هذه الخليّة الحية العملاقة : العالم.

الإنسان أمام الله.. التخلّص من مأزق العقل الفلسفي المجرّد (6)

هنالك عدة اسبابٍ للرفض الذي يلاقيه العرض المسيحي لله، وإحدى هذه الأسباب، السهولة المبالغ بها في الحديث عن الله، الى درجة – ومن الممكن أن تكون هذه هي السهولة الدائمية والكسل المستديم في الحديث عن الله – أصبح مفهوم الله، حفنةً من المفاهيم البالية، كالخرقة العتيقة المستهلكة غير الاختبارية (عكس الاختبار الفيزيائي). أصبح الله، مثل المفاهيم الاعتيادية اليومية الموجودة في الأسواق، وعلى الرفوف، وكإحدى الاشياء الثابتة الجامدة، منظرٌ موضوعٌ على قارعة الطريق، نستعمله عند الحاجة. وهذا الشيء، مع شديد الحزن والأسى، مختلف ومغايرٌ لما يقوله ويصرّ عليه الكتاب المقدس في الكلام والوصف للإله، فنرى النبي أشعياء يتحدثُ عن الرب كإلهٍ خفيٍّ وغامض (راجع أش45)، ولهذا، فالعلاقة مع الله، تفرضُ على الاخر ان يعانق وجه الله الغامض والخفي، الأنسان، كما تظهر الدراسات الانسانية ومختلف علوم الانسان هو مثل “أيسبرغ” نرى منه فقط القمّة، بينما تختفي منه أكثر من 99%  في المياه الداكنة. ولهذا، فمسيرة تعرّفنا لله يجب ان لا تكون بديهية فورية، لكن معرفة اننا لا نعرفه، معرفة إحتجابه، غموضه، سرّه، معرفة المسيرة الدائمية، والاكتشاف المستمر لله وللذات أيضا.