Avatar

1

Articles par عدي توما

المحبّة أقوى من الموت …

من يُحبّ، يحيا ويستمرّ في الآخر ولا يقبل الموتْ … فهو في ذاكرة الله الأبديّة مطبوعٌ فيه.
المحبّة لا تقبل الإنغلاق داخل قوقعة حياتي .. هي إنفتاحٌ وعطاء وتبادل وإقتسام .. هي سرّ الوحدة الحقيقيّة التي يريدها يسوع منّا – أن نتوحّد في المحبّة لانّ المحبّة توحّدنا مع ذواتنا ومع الآخرين ومع الكون ومع الله .. من يحبّ، يتخلّى ويبذل ويعطي ذاته ، فلا يُبقي ذاتهُ عُرضة لأيّ مصالح نفعيّة وتنافسيّة، والله عطاءٌ فائق الوصف، لانّ ذاته هي عطاءٌ لا ينضب للآخر المختلف عنهُ (علاقة غيريّة) .. فسرّ المحبّة هي لتوحيدنا من كل التشرذمات التي تعصف حياتنا .. ويسوع المسيح، الإنسان الوحيد الذي دخل إلى سرّ وحدتنا ووحشتنا وعالجها .. فهو المحبّة المعطاءة فوق الصليب (الحبّ الأقصى) .. لهذا يقول أحدهم: ” الحربةُ التي ضرب بها قائد المئة جسد يسوع، خرقت حتى قلب الله..”. المحبّة أقوى من الموت، وهذا موجود حتى في الأساطير السومريّة، يأخذني الفكر بعيدًا إلى قبل التاريخ الميلادي، إلى حضارة السومريين وأسطورة كلكامش . فلقد كانَ كلكامش يحبّ صديقه انكيدو حدّ الجنون، وبعد أن أخبروه أن أنكيدو صديقه ماتَ وإنتنّ جسده وخرج الدود من فمهِ، قال لهم كلكامش: لا، لم يمتْ، إنه حيّ، أنا أحبّهُ ..!

لم تلدْ الأفعى إلّا الأفاعي ..

كلّنا يعلمُ، الفرقَ بينَ الإنسان والحيوان، وغريبٌ أعدادٌ كبيرةٌ لا تُدرك هذا الفرقَ ، ليس إدراكًا نظريّا، فهذا الأخير معروفٌ لدى الناس منذ القدم.. ولكن، نحنُ في صدد الكلام عن التطبيق العمليّ الفعليّ الواقعي المعاش . نظريّا ، الحيوان هو الغريزة دون الفكر والعقل والحريّة، عكس الإنسان الذي هو فكرا وعقلا ووعيا وحريّة .. لكنْ، من الناحية العمليّة، أين هو هذا الوجهُ الحَسن للإنسان الواعي العاقل العابر خطّ ومستوى العصر الحجريّ…! أينَ يمكننا أن نراهُ ، واقعيّا، في صراعات وظلمات عالمنا المكسور المظلم، والملطّخ بالدماء ، وببشاعة القتل والتخريبْ، والدمار، والتهميش، والظلم ، والأرهاب القاتل اللامبرّر ..! أين صورة هذا الإنسان – المكتمل الواعي والحر العابر حدودَ الحجرْ إلى اللحمْ والدمْ والحبّ .. يتساءل العديدونَ ، لماذا الإنسان أعنفُ وأقبحُ من الحيوان ..!

الرجاء المسيحيّ ..

إنّ التأريخ ليس فردا بل : جماعة واقعيّة في عالم ممزوج بواقعية وبشيء من الوهم والحقيقة ، كذلك أيضا تأريخية ، وليست جوهرًا مطلقا غير متحرّك، جامدة ساكنة ، لان الحقيقة تتداخل في الواقع وفي التأريخ البشري .. وهي كبدء إنطلاق في اعماق الإنسان ونداءٌ يستدعي جواب، وإنها ليست مجموعة مترابطة متراصّة من النظريات والأفكار فقط ..