في يوم الاثنين من الأسبوع الأوّل للصوم الأربعينيّ ، تدعونا الليترجية الكنسيّة إلى أن نفتح كتابــًا هو من الكتب التي لا نعود إليها بصورة متواترة ، والمقصود به هو كتاب " سفر الأحبار  " ، الذي يجمع العدد الأكبر من مقاطع القانون الكهنوتيّ . هذا السفر لم يفقد فقط أهميّته بعد خراب هيكل أورشليم ، بل أصبح  (يقول الأب هانس ) ، قطعة أثريّة تصلحُ للمتاحف في ضوء حدث الفصح . سفرُ الأحبار وضع لهذا العيد قواعده الخاصّة بالعبادة ، دون أن يفترض تتميمه في شخص الربّ المصلوب والقائم من الموت ، الحمل المذبوح ، ولكنّه الحيّ للأبد .

هذا الكتاب ، كلمة الله ، يخصّنا شخصيّا ، بمقدار ما هو يتعلّق بالمؤسّسة الكهنوتيّة ، التي عهد بها إلى هارون وأبنائه ، الكهنة و " الإكليرس " . فلذلك وفي نور فصح الربّ ، يبدو هذا الكتاب كأنه عديم الفائدة لنا ، إذ إنّ الربّ لا يُقارَن بكاهن أو لاوي العهد القديم ، لا في ولادته ، ولا في رسالته ، ولا في موته . فكنيسة الرسل تُبرز وجود هذا التباين بين البشرى بالقائم من الموت والقانون الكهنوتيّ ؛ فعندما كان الرسل يتردّدون إلى هيكل أورشليم لإقامة صلاة ، كانوا يعبدون الله أبانا في الحقّ ، الذي هو نفسه الربّ القائم من الموت ، وفي روحه ، دون الارتباط ببناء مقدّس . والرسل أعلنوا قائلين : " ذُبحَ حمل فصحِنا ، وهو المسيح " (1 قور 5 : 7 ) ، دون أن يجعلوا " بخورًا في أنفك ، وتقدمة ً كاملة ً على مذبحك " (تث 33 : 10 ) .

هذا التبايُن ، لا يقدرُ أن يكون تامّا بين الربّ ، الكاهن الوحيد للعهد الجديد ، والقانون الكهنوتيّ الذي حفظه سفر الأحبار. ولمــــّا كانت كنيسة الرسل أمينة لما أثبته الربّ ، أنه لم يأت ليُبطل بل ليُكمّل (متى 5 : 17 ) ، فإنها (كنيسة الرسل ) لم تتخذ موقفــا شديد السلبيّة في مواجهة اللاويّين ، عندما كانت تعلن الجدّة الجذرية لفصح الربّ العظيم . فالإنجيليّون لاحظوا وجود صلة وثيقة بين هيكل أورشليم وسرّ " هيكل جسده " (يو 2 : 9 - 21 ) : " انقضوا هذا الهيكل أقيمه في ثلاثة أيّام!". وهناك أيضا صلة وثيقة بين  ذبيحة الشكر (توده في العبريّة ) ، وعشاء الربّ ، وهو أضفى على أعمال ذلك العشاء معنى الذبيحة بدون جدل ، بواسطة الكلمات الخلاّقة التي أسّست الإفخارستيّا ، دم العهد ، " العهد الجديد بدمي " . والمقصود أيضا هو ذبيحة التكفير : " فهذا هو دمي ، دمُ العهد يُراق من أجل جماعة الناس لغفران الخطايا " (متّى 26 : 28 ) ، وهذا يذكّر عن قرب بصلاة من سفر الأحبار : " فيُكفّر الكاهن عنهم فيُغفَر لهم " (أح 4 : 20) .

يتبع

الصَّوْمُ الكَبِيرُ (رؤية آبائية)

الصوم المسيحي لا يقف عند الانقطاع عن الطعام، لكنه صوم يتجه نحو الحواس والقلب، صوم الكيان بجملته، للتطلُّع ناحية الله بعيدًا عن مجاذبات المادة والتراب. لقد صام المسيح بنفسه لكي يعلمنا الصوم، صام وهو غير محتاج لأن يصوم، لكنه وضع لنا طريقة الصوم لكي نسلكها في رحلتنا الأبدية، نقتفي آثاره وهو يتقدم كل الصوَّامين في هذا الموكب النسكي. ننال به الشبع وظفر الغلبة… صام المسيح مخلصنا قبل بدء خدمة الخلاص والفداء العلنية، لكي يرشدنا إلى البداية، التي هي بمثابة درس تعليمي لكل من يريد أن يخطو الخطوة الأولى في طريق الجهاد الروحي.

فرنسا: 6 ليال للصلاة من أجل الشهداء المسيحيين

تنظم مؤسسة عون الكنيسة المتألمة في فرنسا 6 ليال في مناطق مختلفة من البلاد “لتكريم المسيحيين الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم” اعتبارًا من يوم الجمعة 6 آذار الى 13 آذار 2015. بدأت هذه الفكرة عام 2009 لتكون هذا العام الذكرى التاسعة “لليلة الشهود”، وقد شرح بيان أصدر حول الموضوع أن هذه التسمية تشير الى ليالي الوحدة التي يمر بها ضحايا القمع.

البابا فرنسيس و19 مليون متابع على تويتر!

أفادت إذاعة الفاتيكان أن متتبعي البابا فرنسيس على تويتر بلغ عددهم 19 مليون متابع، هذا الحساب الذي كان افتتحه البابا بندكتس السادس عشر في كانون الثاني 2012 وهو مترجم الى 9 لغات يستخدمه اليوم خلفه البابا فرنسيس الذي ينشر تقريبًا كل يومين تغريدة تأملية قصيرة.