عبّر البابا فرنسيس عن "ألمه" مُوجِّهاً أفكاره حيال كنيسة القدّيسة صوفيا في إسطنبول (تركيا)، وذلك بعد صلاة التبشير الملائكي البارحة الأحد 12 تموز 2020، بحسب ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، أضاف الأب الأقدس بعض الكلمات العفويّة على النصّ الذي كان قد أعدّه لما بعد صلاة التبشير والتي تلاها من نافذة مكتب الفاتيكان المُطلّة على ساحة القدّيس بطرس.
"أشعر بألم كبير" هي الجملة التي قالها الأب الأقدس بعد أن تطرّق إلى “اليوم العالمي للبحر” مُضيفاً: "البحر ينقلني أبعد قليلاً في أفكاري: إلى إسطنبول. أفكّر في كنيسة القديسة صوفيا وأشعر بألم كبير".
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ تاريخ 10 تموز 2020 حمل صدور مرسوم من مجلس الدولة التركية يُعيد الكنيسة إلى مسجد بدءاً من تاريخ الجمعة 24 تموز، ممّا تسبّب بالعديد من الاعتراضات وردود الفعل باسم الحوار والتسامح، لاسيّما موقف بطريرك القسطنطينية برتلماوس الأول، وبطريرك موسكو كيريل.
نذكر هنا أنّ البابا فرنسيس زار بازيليك القديسة صوفيا في 29 تشرين الثاني 2014 وتوقّف تحت موزاييك العذراء البهيّة.
Sainte-Sophie, mosaïque de la Vierge Marie Theotokos © wikimedia commons / Phi-Gastrein~commonswiki
ومع انتهاء زيارته للبازيليك البيزنطيّة، كتب الحبر الأعظم في الكتاب الذهبيّ باليونانية: "حكمة الله المقدّسة" وباللاتينيّة "ما أحبّ مساكنك يا رب (المزمور 83)".
في السياق عينه، ومع صدور خبر إعادة تركيا البازيليك إلى مسجد، نشر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الإعلان التالي يوم الجمعة 10 تموز، شاجباً القرار: "إنّ فرنسا تشجب قرار مجلس الدولة التركي القاضي بتعديل وضع متحف القديسة صوفيا ومرسوم الرئيس إردوغان لجعله تحت سيطرة إدارة الشؤون الدينيّة. إنّ هذه القرارات تُثير التساؤلات حول أحد الأعمال الأكثر رمزيّة لتركيا المعاصرة والعلمانيّة. يجب الحفاظ على سلامة هذه الجوهرة الدينيّة والهندسيّة والتاريخيّة رمز حرية المعتقد والتسامح والتنوّع، والمُدرَج على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. يجب أن تبقى بازيليك القديسة صوفيا تمثّل التنوّع والتعدّد في الإرث الديني والحوار والتسامح".