بحسب ما ورد في مقالةلمدير التواصلاتفي الإتحاد الكاثوليكي لبريطانيا العظمى، بدأت الكنيسة الكاثوليكية حياةً جديدةً مع إستقالة البابا الفخري وإختفائه عن أنظار الشعب حيث أنّه سيكّرس حياته بالكامل إلى رفع الصلاة الى الله والتأمل به. وبعد التفكير المعمّق واليقين الشديد توجّه بندكتس السادس عشر إلى الشعب قائلًا أنّ قواه الجسديّة لم تعد مناسبة لإكمال خدمته البطرسيّة طالبًا من الله أن يساعده من خلال نوره العظيم على إتّخاذ القرار الصّائب لمصلحة الكنيسة وذلك ما يبرز تواضعه وعلاقته الوطيدة مع الرب الخالق. كما أنّ العبارة التي نتليها في "اربعاء الرماد" "اذكر يا إنسان أنك من التراب وإلى التراب تعود" تعكس التواضع الذي يعلمنا إيّاه بندكتس والذي يجسّد حقنا في إنشاء علاقة مع الله، وفي أوّل رسالة عامة له وبعنوان "Deus Caritas Est" يوصل لنا رسالة الصوم الكبير ألا وهي "المحبّة تولّد المحبّة".
بالإضافة إلى ذلك، في قانون الرهبان يشرح القديس بندكتس أنّ من يتجاوز الدرجات الاثنتي عشر من التواضع سيشعر بالإقتراب من محبّة يسوع المسيح وسيلهمه الروح القدس السبيل لتأدية خدمته بطهارة وصدق وإخلاص في الملكوت. وتظهر أقوال بندكتس في يغنسبورغ وستمنستر هول بأنّه أستاذ جامعيّ ولاهوتيّ وتمكّن من إثبات نفسه كمفسر ناشط في المجمع الفاتيكاني الثاني وكان مثالًا للصفات التي سيتمتّع بها خلفه من خلال الصلاة والعمل والتوازن في خدمته البطرسيّة. علاوةً على ذلك، شدّد بندكتس في تعاليمه على التواضع بأنّه بعيد كلّ البعد عن السلطة والغنى وهو يجسّد العلاقة الصحيحة مع الله الذي يعطي من دون مقابل ويولّد فينا الرغبة إلى السلام.
أخيرًا، أضاف البابا بأنّه كان لشرف عظيم له حمل إسم القديس بندكتس وأظهر لنا عمل الله في إنارة الطريق واختتم بالقول "أنا ببساطة حاج يبدأ المرحلة الأخيرة من حجه على هذه الأرض"، وبأنّ التواضع يجعلنا نقترب من المسيح. فيوحنا بولس الثاني علمنا أن نتّكل على المسيح بمعاناتنا وبندكتس السادس عشر علمنا التواضع للوصول إلى المسيح.