إنّ الروايات المختلفة التي أعطاها محمد علي آغا عن الاعتداء على يوحنا بولس الثاني تتخطى المئة وبالتالي يصعب تصديقها. هذا ما قاله الأب لومباردي وهو يقود دراسة على كتاب جديد لمحمد علي آغا والذي هو عبارة عن سيرة ذاتية قام بنشرها في 31 يناير 2013 تحت عنوان: "وعدوني بالجنّة. حياتي والحقيقة وراء الاعتداء على البابا". وقد تضمّن الكتاب معلومة عن أنّ المسؤول عن هجوم البابا يوحنا بولس الثاني في 13 مايو 1981 في ساحة القديس بطرس كان كلّ من إيران وآية الله الخميني.

عمد الأب فيديريكو لومباردي على تبيان عدم صحة الأقاويل الواردة في هذا الكتاب ومشاركتها مع الصحافة في الأول من فبراير 2013 وقد قام راديو فاتيكان بنقل ما ورد عن الأب لومباردي.

ذكر في الكتاب أنّه خلال مقابلة محمد علي آغا مع البابا في السجن في 27 ديسمر 1983، اعترف له أنّ الخميني والحكومة الإيرانية هما وراء محاولة اغتياله. علاوة على ذلك، يزعم أنّ البابا قد دعاه للارتداد، ليصبح مسيحياً وبأنّ الوقت قد حان ليعلم العالم بالحقيقة إذ يمكنه الآن أن يكتب عنها بعد أن تمّ الإفراج عنه في 18 يناير 2010 وبعد أن نفى تطرّف النازية الفاشية الإسلامية التي كان عبداً لها.

وفقاً للأب لومباردي لا يجب أن نصدّق كلام علي آغا إذ قام الأب لومباردي بتدقيقات وتشاور مع شخصيات في الفاتيكان عمّا ورد في الكتاب. ففي ما يخصّ الحديث الذي جرى بين البابا ومحمد علي آغا، التقى الأب لومباردي بسكرتير البابا الذي كان حاضراً آنذاك خلال الحديث، وقد أكّد أنّ محمد آغا لم يذكر من وراء الجريمة ولا آية الله الخميني كما أنّ البابا لم يدعُ الرجل إلى أن يصبح مسيحياً.

ذكر الكتاب أيضاً عدّة رسائل روحية وجّهت إلى الكاردينال جوزيف راتزينغر، وقد أكّد الكاردينال أنّه تلقّى هذه الرسائل إلّا أنّه لم يجب عليها. كما وذكر الكتاب أنّ الفاتيكان قد اعتبر أنّ "الوسط الإسلامي" كان التفسير لمحاولة اغتيال البابا وذكر أيضاً جواكين نافارو فالس وأنّه كان وراء اختفاء إمانويلا أورلاندي. إلّا أنّ نافارو فالس كذّب كلّ ذلك.

باختصار، توصّل الأب لومباردي إلى نقاط متعددة بدءاً من أنّه خلال لقاء البابا وآغا في السجن لم يتحدّث آغا عن آية الله الخميني ولا عن إيران كونهما وراء محاولة الاغتيال، وليس صحيحاً أنّ الفاتيكان اعتبر أنّ الوسط الإسلامي مسؤولٌ، وليس بصحيح أنّ البابا قد دعا آغا إلى أن يصبح مسيحياً ولم يبعث له برسالة إلى السجن، والكاردينال راتزينغر بدوره لم يبعث بأي رسائل إلى آغا. علاوة على ذلك، لم يرد نافارو فالس ربط الوسط الإسلامي في قضية اختفاء أورلاندي أو حتى في محاولة اغتيال البابا. مع كلّ هذه التأكيدات التي تبيّن عدم صحّة أقاويل آغا، من الصعب تصديق ما ورد في الكتاب.