في 27 تشرين الأوّل، احتفلت حراسة الأراضي المقدسة في القدس بقداس الشكر على إعلان قداسة شهداء دمشق، والذي أقيم في روما في 20 تشرين الأوّل. جرى الاحتفال في كنيسة الفرنسيسكان، وترأّسه حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون. ومن بين المحتفلين المونسنيور أدولفو تيتو يلانا، المندوب الرسولي إلى القدس وفلسطين، ورئيس الأساقفة الموارنة موسى الحاج، الذي ترأس صلاة الغروب في اليوم السابق. وحضر الحفل عدد كبير من المؤمنين من الطائفتين اللاتينية والموارنة، كتعبير عن الانتماء المشترك للكنيسة.
مثال للجميع
أشار الحارس في عظته إلى أنّ الرهبان والموارنة العلمانيين الثلاثة الذي أعلنهم البابا فرنسيس قديسين يمثّلون عشرات الآلاف من المسيحيين الذين استشهدوا في لبنان وسوريا في العام نفسه، والذين فضّلوا الموت على إنكار يسوع المسيح.
يجب أن نكون شاكرين على هذه الشهادة من دون أن نتباهى بها، إذ بحسب ما يقول لنا القديس فرنسيس: “يجب أن نخجل، نحن خدّام الله، لأنّ القديسين هم من يعملون ونحن نخبر بما فعلوا، بهدف إكرامنا ومجدنا” (Adm VI: FF 155). بمعنى آخر: بذل الشهداء حياتهم مع يسوع ومن أجله، “لا يمكننا أن نكتفي بتعظيم شهاداتهم، ولا يمكننا أن نسلط الضوء على أنفسنا من خلال رواية قصصهم”:
الذخائر والتذكارات
حظيت ذخائر الشهداء، وهي نفسها التي عُرضت في ساحة القديس بطرس أثناء إعلان القداسة، بمكانة مرموقة. وقد حملها الحارس بمسيرة في بداية القداس وأعطى معها البركة النهائية. وبقيت طوال فترة الاحتفال على المذبح المخصص للشهداء. إنما كانت شهادة مانويل رويز ورفاقه وتعليمهم محور حياة الإخوة والمؤمنين.
وأضاف الحارس: “إنهم يظهرون لنا أنه من الممكن أن نعيش باستسلام تام لله، حتى في خضمّ الكثير من الصعوبات، والاضطهادات والمعاناة. إنهم يخبروننا أنّ العيش والحب بشكل جذريّ هو أمر ممكن، وليس مثاليًا. بل على العكس، إنّ المحبة إلى حد بذل الذات هي الطريقة الأكثر أصالة لكي نكون مسيحيين”.
وإذا لم يكن الجميع مدعوين إلى شهادة الدم، “فهناك أيضًا شهادة الحياة اليومية، التي تتحقق من خلال الأصغريّة وخدمة الجميع من أجل محبة الله”. هذا هو “أسلوب الخدمة” الذي عاشه هؤلاء القديسون، كما ذكّر البابا فرنسيس، وحثّ الحارس الحاضرين على اتباعه.