اهتداء أحد مؤسسي ويكيبيديا إلى المسيحية

فاجأ الفيلسوف وأحد مؤسسي ويكيبيديا، لاري سانجر، المجتمع الأكاديمي بنشره شهادة طويلة أعلن فيها عن اهتدائه إلى الإيمان المسيحي. كان سانجر، الحائز على دكتوراه في الفلسفة من جامعة أوهايو، مدافعًا عن العقلانية والتشكيك المنهجي طوال معظم حياته.

ومع ذلك، في العام 2025، قرّر أن يشارك تغييره في وجهة النظر، ويشرح الأسباب التي قادته إلى اعتناق الإيمان المسيحي.

منذ شبابه، تميّز سانجر بعقليته الفضولية واهتمامه بالبحث عن الحقيقة. ويروي أنه في لحظة ما من شبابه، أدرك أنّ كثيرين ممّن حوله قد اتخذوا قرارات خاطئة في حياتهم، فبدأ يجد أنّ السعي خلف الحقيقة كقيمة أساسية تساعد في توجيه حياته في الاتجاه الصحيح.

وبالرغم من أنه ترعرع في كنف عائلة لوثرية، إلا أنه، كأي مراهق، بدأ في التشكيك بالتعاليم الدينية في تلك المرحلة. وفي سن السابعة عشرة، تبنّى موقف التشكيك المنهجي، رافضًا أيّ إيمان لا يمكن تبريره عقلانيًا. فقرر دراسة الفلسفة في كلية “ريد” حيث تعزز شكّه، مما أبعده عن الدين لعقود.

مواجهة واقع الشر في العالم

من اللّحظات المفصليّة في مساره الروحي كانت مواجهته لواقع الشر في العالم. لقد أثّر فيه بعمق ما تبيّن من قضايا مثل جيفري إبستين وكشف شبكات إساءة معاملة الأطفال. يصف سانجر كيف أن الشر المتطرف الذي كشفته هذه الأحداث دفعه للتفكير في طبيعة الخير والشر.

وقد أدرك أن التشكيك العقلاني لا يقدّم تفسيرًا مُرضيًا لوجود الشر، في حين أنّ الرؤية المسيحية للعالم تقدّم فهمًا أكثر اتساقًا ومعنًى أخلاقيًا.

كما عبّر عن خيبة أمله من المجتمع الأكاديمي، الذي وصفه بأنه أصبح أقل اهتمامًا بالبحث عن الحقيقة، وأكثر انشغالًا بترويج إيديولوجيات محددة. في شهادته، ينتقد سانجر غياب الانفتاح على النقاش الصادق وفرض الرقابة على الأفكار التي تتحدى التفكير السائد. ثمّ دفعه الإدراك إلى البحث عن إجابات خارج الأطر الفلسفية التقليدية، والاطلاع على اللاهوت المسيحي من منظور جديد.

الاهتداء: عملية تدريجية

يصف سانجر كيف تطور اهتمامه بـ اللاهوت والكتاب المقدس مع مرور الوقت. ويشير إلى أنّ حدثين شخصيين مهمين — زواجه وولادة ابنه — دفعاه إلى إعادة النظر في أفكاره حول الأخلاق والقيم ويعتبر أنّ الكتاب المقدس هو كلمة الله التي لا تخطئ.

دور الجماعة المسيحية

يتأمّل الفيلسوف أيضًا في دور الجماعة المسيحية في مساره الروحي. ورغم أنه لم ينضمّ بعد إلى كنيسة معينة، إلا أنه يعبّر عن رغبته في الاستمرار بدراسة اللاهوت والدفاع عن إيمانه بطريقة عقلانية.