ما لنا سواك يا مريم… تسرعين إلى ضمّنا إلى حضنك الطّاهر، وقلبك الحنون…
أنتِ نجاتنا… أنت فرحتنا… أنت مريم الأمّ الحلوة، والمسعفة إلى بلوغ فرح الخلاص…
وطننا يا مريم، ينزف… حاضرنا يتألّم…
بتنا نحيا الهمّ، نتكلّم لغة القلق، نتنفّس المجهول …
بتنا بحاجة ماسّة إلى ذراعيك، لتنتشلي وطننا من البؤس، واليأس … لترفعينا من ضبابيّة غَدِنا…
يدعونا أبونا يعقوب إلى أن نطلب شفاعة مريم، لأنّها، بالنّسبة إلى كلّ أبناء الكنيسة، الأمّ، والصّديقة، والمحامية، والملكة، والوسيطة…. إنّها الذّبيحة، لا نستطيع فصلها عن ابنها، فمعه قدّمت ذاتها إلى الله الآب… يدعونا الطّوباويّ إلى اللّجوء إلى مريم، في وقت الشّدة، وإلى الاقتداء بها، وكما لازمت ابنها، علينا أن نلازمها، إذ يقول:” اسكن غرفتك مع مريم، احفظِ الصّمت مع مريم، اشتغل مع مريم، فتّش عن يسوع مع مريم، قف تحت الصّليب مع مريم، اِصعد إلى السّماء مع يسوع، ومريم، ولتكن أشواقك كلّها بأن تحيا، وتموت برفقة يسوع، ومريم”
معك أبونا يعقوب سنطلب شفاعة مريم…
نترك عند قدميكِ حاضرَنا، إناءً يتكلّم بعطوره، وألوانه…
أمّنا القدّيسة، نرجوك… اسكبي فيه ماء حبّ، وحياة…
مريم …إنّنا نثق بكِ… معكِ نودُّ أن نسير… دروبنا متعرّجة، ونتعثّر مرارًا…
أمّنا مريم، مدّي يديك، أطفئي نار الحقد، والأنانيّة، والحرب…نريد أن ننهض، لنكمل معكِ الطّريق…
صلّي لأجلنا… خلّصينا من الشّدّائد، والصّعاب…
نريد سلامًا في قلوبنا… نريد سلامًا في وطننا…
لبنان، يا مريم مكرّس لقلبك الطّاهر…
إنّنا نثق بأنّك تقفين أمام آهاتنا، لتحوّليها إلى نسائم هناء، وراحة… نحن أبناؤك بالرّوح، وقد أعطانا إيّاك يسوع أمّا لنا. .
نرجوكِ… نلتجئ إليك… خمر وطننا نفد… هلّمي إلى وحيدكِ، فالصّوت ينادي، والنوايا ابتهال تضرّع، ورجاء…