الموضوع يركّز على ثلاث شخصيات و كيف يكشف ملائكتهم الحرّاس أمام أعينهم ما وصفه البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، بسياق مشابه، ب "الأمر الخاص جداً حيث يحضر من تنحني له كل ركبة"!! ونرى في هذا الفيلم ما يفترض أن نعيشه بقلوبنا و ما هو أكبر أعجوبة في التاريخ: الاحتفال الإفخارستي!!
ويُظهر الفليم ضرورة تحضير النفس بالتوبة في بداية القداس، و التجارب التي يتعرّض لها المؤمن و حماية السماء خصوصاً لأصحاب النوايا الصادقة بتطهير أرواحهم المثقلة بالخطايا إستعداداً لإستقبال الإفخارستيّا وأفضل ثمار الحياة...
و ثم ينقلنا الى أهمية قسم (كسر الكلمة) حيث في الإستماع الى كلمة الله في الرسائل و الإناجيل الطريقة الفضلى لتغيير الحياة....
ثم نرى كيف تمتلىء الكنيسة بعدد من الأشخاص الرائعي الجمال، يلبسون ثيابًا بيضاء: إنه و قت التقادم حيث الملائكة الحرّاس، يحملون تقديمات كل شخص وصلواته ودموعه إلى مذبح الله!!
و تبقى لحظة التكريس: لحظة الأعاجيب الأكثر روعة و فيها يجتمع القدّيسون والطوباويّون والمبتهجون بحضور الله مع ظلال أشخاص بلون رمادي: إنها النفوس المباركة في المطهر التي تنتظر صلوات المؤمنين لتجد الراحة!!
هذه هي أعجوبة الأعاجيب: بالنسبة لله، لا وجود للزمان ولا للمكان خلال لحظة التكريس هذه، إذ يُحمل الجميع عند قدمي المصلوب، في ساعة الحب الأبدية : ساعة صلب الحبيب... و هناك عند أقدامه لا تزال الأم السماوية واقفة!!
و ها هي لحظة الإتحاد بسجين الحبّ في المناولة : قمة النعم و العيد الحقيقي لكل نفس مدركة لشيء من عمق جنون الحب الإلهي ذاك!!
وبعد الشكر يظهر الفيلم قيمة الاستحقاقات التي نتقبّلها في الإفخارستيّا من ثمار الخلاص و الفرح والاهتداء و الحبّ.
مما لا شك فيه أن هذه القصة الموّجهة ببساطة الى القلوب تدعونا لنفهم كالأبطال الثلاث، في الصراع بين الخير والشر، انتصار معجزة الإيمان الذي يتجلى في كل احتفال بالقربان المقدس. قصة لا تحتمل أن تقبل اللامبالاة، فهي تذكّر المشاهد بضرورة إستقبال يسوع بحب في القداس. و طبعاً بضرورة حضور القداس : فماذا يفعل الكثيرون عندما تكون لديهم واجبات مهمّة؟ ينسقون الوقت و ضمن عائلاتهم يذهبون مع كلّ أولادهم أو بالتناوب: الزوج يذهب في ساعة والزوجة في ساعة أخرى. لكن الأمور لا تتم بنفس الشكل عندما يتعلق الموضوع بالذهاب إلى الكنيسة لسماع القدّاس أقله يوم الأحد!!! و اليوم على بُعد أيام قليلة من (خميس الجسد) الذي يُكرَّم فيه القربان الأقدس: تبقى هذه القصة صرخة قلب إلاهي أمام هشاشة إرادتنا التي تلهث وراء الزائل بلمح البصر، و تهمل الباقي للحياة الأبديّة!!