في القسم الثاني من عظته الأولى في زمن الصوم توقف الأب رانييرو كانتالامسا على موضوع الصوم، وتحدث بالتحديد عن الصوم الذي يرضاه الرب. فتساءل في مطلع القسم: "ماذا يعني لنا اليوم أن نقتدي بصوم يسوع؟".

يظن البعض أن الصوم يقتصر على الانقطاع عن تناول الطعام. هذا النوع من الصوم ما زالت له أهميته، ولكن هذا الصوم ليس الوحيد وليس الأكثر ضرورة.

فالوجه الأهم والأكثر ضرورة من الصوم هو صوم الرصانة والاتزان (sobrietà). أي أن نحرم ذواتنا بشكل إرادي من مكيفات صغيرة أو كبيرة، مما ليس ضروريًا لا بل حتى مضرًا لصحتنا.

وهناك أيضًا صوم التعاضد مع الفقراء. فمن لا يذكر كلمات النبي أشعيا القائل باسم الرب:

" أليس الصوم الذي فضلته هو هذا: حل قيود الشر وفك ربط النير وإطلاق المسحوقين أحرارا وتحطيم كل نير؟ أليس هو أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل البائسين المطرودين بيتك وإذا رأيت العريان أن تكسوه وأن لا تتوارى عن لحمك؟" (أش 58، 6 – 7).

هذا الصوم هو رفض "لعقلية الاستهلاك" في عالم جعل من الفائض وغير اللازم أحد أولوياته وأهم نشاطاته. الأجيال التالي لا يجب أن تعيش من بقايا ما قد استهلكناه. لاتزاننا ورصاناتنا وقع لا يقف على البعد الروحي فقط بل يصل إلى البعد البيئوي والاجتماعي.

إن أحدى أنواع الصوم التي يمكننا ممارستها في هذه الأيام هي الصوم عن الكلام الشرير، كما يذكرنا القديس بولس: "لا تخرجن من أفواهكم أية كلمة خبيثة، بل كل كلمة طيبة تفيد البنيان عند الحاجة وتهب نعمة للسامعين" (أف 4، 29).

الكلام الشرير ليس فقط "المسبات" بل هو أيضًا الكلام المؤذي الذي نقوله للآخرين أمامهم أو في غيابهم. فهناك كلام يقتل الآخرين، والقديس يعقوب يذكرنا بهذا النوع من الكلام في رسالته. فكلمة قد تؤذي أكثر من لكمة، بل أكثر من رصاصة.

ولذا فهناك أنواع كثيرة من الصوم يمكننا أن نمارسها جميعًا وهي تكمل الصوم عن الخبز وتعطيه معناه.

يسوع خلصنا من العنف

في وسطِ فوضى الكآبة والعصبيّة والنفور الذي يعيشه الإنسان من جرّاء الظلم والكذب، وعدم الإنصاف عند البشر، وعدم احترام الكائن البشري… نشعرُ بمرارة الحياة وبنفورنا منها ،  ومن أعمال العالم تجاهنا… ونسألُ أين هي حقوقنا؟ أين هي حقوق الإنسان في هذا العالم..؟ يعطون حقوقا للحيوان (الكلب، القطة، القرد، الببغاء..الخ) والإنسان يُداس تحت الأقدام….