التأم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، يومي السادس عشر والسابع عشر من ايلول 2014 ، في مقر جمعية الكاريتاس في بيترام – بيت لحم، في اجتماعهم السنوي العادي ، لمناقشة التحديات المشتركة، والقضايا التي تخص كنائسهم وبلدانهم.

1) وفي الوقت الذي يجدّد فيه رؤساء الكنائس شجبهم للنتائج المأساوية للحرب على غزة، فانهم يدعون الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف المفاوضات من أجل التوصل لحل شامل للصراع، فلا تعود الأسباب ذاتها تقود الى النتائج ذاتها مرة أخرى.

2) اعتبر أعضاء المجلس ان زيارة الحج التي قام بها البابا فرنسيس الى الارض المقدسة، في أيار الماضي، ناجحة على المستويين الرعوي والمسكوني، وانهم يشجعون مؤمنيهم على التأمل والتعمق في العظات والخطابات التي القاها في أثناء زيارته. كما يرجون من الأب الاقدس زيارة الجليل كما وعد قداسته. ويتقدم المجلس، بهذه المناسبة، بالشكر لبطاركة الشرق الكاثوليك على حضورهم ومشاركتهم بالصلاة في الأرض المقدسة اثناء تلك الرحلة التاريخية .

3) ويأمل الأساقفة بأن يسهم اللقاء المسكوني بين قداسة البابا والبطريرك المسكوني برتلماوس في كنيسة القيامة، في تعزيز الحوار المسكوني بين الكنائس، وبأن يكون للصلاة المشتركة بين ممثلي الأديان الثلاث في حدائق الفاتيكان نتائج ايجابية على مستوى السلام والمصالحة، بالرغم ممّا حصل بعدها من أحداث مأساوية في غزة وفي الشرق الاوسط.

4) يعبّر المجتمعون عن قلقهم من نموّ التطرّف في سوريا والعراق، ويدينون اضطهاد الاقليات وبخاصة المسيحيين، ويرون بأنّ الاحداث الجارية في هذين البلدين تهدّد الوجود المسيحي في الشرق الاوسط. ويعبّر الأساقفة عن قربهم وتضامنهم مع المهجّرين والنازحين، ويأملون ان تتصدى الاسرة الدولية للتطرف كي يتمكن اللاجئون من العودة الى ديارهم. وفي هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ المنطقة، يقدّم المجلس الاسقفي شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني، ملك الاردن، وحكومته، لاستضافتهم اللاجئين العراقيين والسوريين، ولمد يد العون والحماية لهم. ويتوجهون بالشكر كذلك الى الكنائس الكاثوليكية في العالم ولكل الجمعيات الدولية غير الحكومية لسخائها ومساندتها. كما  يعبّر المجلس عن فخره واعتزازه بجمعية الكاريتاس الخيرية، في كل من القدس وعمّان، لما قدّمته من عون انساني للإخوة اللاجئين من العراق وسوريا، وكذلك لسكان غزة.

5) يكرّر المجلس نداء لجنة الحج في القدس الى جميع الحجاج للعودة  بدون خوف، ذلك ان طريق الحج ما زال آمنا جدا ، ولانّ الحجاج هم جسر التواصل  الدائم مع سكان هذه المنطقة المضطربة من العالم.

6) تمكّن الأساقفة من مقابلة مدراء ومعلمي المدارس المسيحية أثناء لقائهم في بيت جالا، وشكروهم على تفانيهم في العمل رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. وسيبذل الأساقفة كل جهد ممكن من أجل تحسين أوضاع معلميهم.

وكان المجلس قد عقد جلسات عدّة تراسها البطريرك فؤاد الطوال ، رئيس المجلس ، وشارك بها البطريرك المتقاعد ميشيل صباح ورؤساء الكنائس الكاثوليكية في الارض المقدسة وعددها سبعة كنائس، وقدم المجلس تهانيه الى المطران جورج بقعوني ، بمنابة تنصيبه رئيسا لابرشية الجليل لكنيسة الروم الكاثوليك. وتم في احدى الجلسات نقاش حول الاعلام الكاثوليكي في الارض المقدسة، وشارك فيه عن الجانب الاردني ، الاب رفعت بدر ، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الاردن، وتحدث حول الاعلام الديني الكنسي، ونقاط القوة لديه ، كما عرض التحديات التي تواجهه وتصور الامال والاهداف التي يصبو المركز الى تحقيقها في الملحة المقبلة. وادار الجلسة الاب ديفد نيوهاوس وشارك بها الشماس صبحي مخول والسيد وديع أبو نصار .

وفي كنيسة راهبات الكرمل المجاورة ، تراس البطريرك فؤاد الطوال ، القداس الاحتفالي بعيد القديس البترس ، بطريرك القدس، الذي جدد قوانين الرهبنيات ، وشارك به الاساقفة المجتمعون ، وراهبات الكرمل اللواتي منهم خرجت الطوباوية مريم ليسوع المصلوب .


للاستفسار : الاب رفعت بدر

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام

0797551190

0795573261

Abouna.org@gmail.com    www.abouna.org

الكنيسة الكاثوليكية في المملكة تقيم صلاة من أجل السلام

أقامت السفارة البابوية في الأردن أمسية صلاة خاصة من أجل السلام شارك بها السفير البابوي المطران جورجيو لينغوا والبطريرك فؤاد الطوال وعدد من الأساقفة ورؤساء وممثلي الكنائس الكاثوليكية، وعدد من سفراء الدول الصديقة وكذلك حضر العديد من العائلات المهجّرة في مركز سيدة السلام.

أوراق التوت

فى مشهد يتكرر لطيله ثلاثه سنوات او مايزيد، طالعتنا وسائل الاعلام بفيديو لاحد الدواعش يقف حاملا سكينه وبندقيته، والى جواره رجل راكع على ركبتيه مرتدى زى الاعدام ذو اللون البرتقالى وما ان وجه ذلك الداعشى رسالته وفرغ منه حتى قام بذبح ذلك الرجل الراكع على ركبتيه فى مشهد رغم قساوته وبشاعته الا ان المشاهدين قد الفوه من اولئك الدواعش ابناء الشيطان.

ماذا بعد الخمود النسبي؟

صناعة الموت أصبحت اليوم تنتج أنماطا مختلفة من الوحوش البشرية التي تفترس نفسها قبل أن تقدم على فريستها … أنماط تشكلت من عجينة الإرهاب والإجرام والمصلحة، وهذا وارد في كل بلد تلتهمه الحرب على الدوام  وتسحبه السياسة إلى ملعبها.احترنا في وصف الواقع واحترنا في كل شيء يميل للتعقيد فيه ومجمل حديثنا اصبح عبارة عن تساؤلات واستفسارات لواقع بات كل شيء فيه متوقع وحاصل بسبب الخلافات الظلامية.ففي ظل بلد كالعراق الذي ذاق شعبه شتى أنواع القهر والظلم على مدى سنين متواصلة بسبب انعدام الحوار على طاولته وغياب التلاحم، ماذا سيصبح أو ما هو المتوقع من هكذا تركيبة تتشكل في ظل انتهاكات دائمة؟! نعم … لم نعد نعرف السبيل للفرج ولم نعد نعرف كيف نصف هذا الحال الذي يُغري الموت في أن يبقى فيه؟! حال ينقل الشعب من مرحلة إلى أخرى أقسى ثم إلى مآسي وعصابات تتشكل وتمارس إجرامها بلا ضمير! وبالتأكيد هناك من يريد أن يدوم الحال ويريد أن تبقى الأبواب مفتوحة من أجل أن تهب العواصف كما تشاء وكيفما تريد وحسب ما هو مخطط ومتطلع لها!    داعش هذا الاسم الذي لا صلة له بأسماء الإنسان، أنه الأنتاج الذي تشكل من صُناع الأرهاب، منذ ظهوره المفاجئ في العراق كان كالآلة يحصد ويحصد ويرمي خلف ظهره، إلى أن وصل إلى نقطة لا يمكن له أن يتجاوزها أو يقترب منها بالأساس … وهنا توقف وخمدت نيرانه قليلا ولكن ما زال كالبركان الذي في أية لحظة ممكن أن يتفجر بمساعدة صُناعه! فئات لا مأوى لها هائمة في البراري تقتات من تعذيب النفوس … فئات انتشلت من مستنقعات المياه الآسنة ومن أرض الفساد … فئات منهمكة في التفكير بالرذيلة وكيف تقتل الفضيلة … فئات لا وطن لها وتنثر الفساد في الأوطان … فئات مُسيرة تتبع ما يُرمى لها … فئات لا صلة لها بالإنسان.    هل يمكن لمن يُراد أن يقلع من جذوره أن يتفاءل بعد كل ما يتجرعه من ويلات مستمرة؟ متى تنتهي صلاحية صناعة داعش، وماذا بعد المخططات الدموية المتواصلة؟ ماذا يوجد بعد والشعب المسكين لم يُمارس عليه؟! لربما هنالك حسابات أخرى تأتي بعد الفشل الذي يلحق بالأطراف المتعاونة في سبيل المصلحة المرجوة؟! كل شيء واردّ ما زال هناك فساد وغسل للأدمغة … كل شيء متوقع ما زال الشر هو المحرك والحاكم … وتبقى الأوضاع المتذبذبة تتأرجح وتأتي بالاسوء تحت سمع وبصر العالم أجمع!  العراقي القليل الحيلة والذي ما زال الاضطهاد يلحقه وهو في بلده، ماذا سيبقى منه؟ ما الذي يُرجى من إنسان يعيش الفتن الطائفية، مداهمات مستمرة، اختطاف، قتل، تشريد، مساومة، اعتداء، هتك الأعراض، تهميش، صراعات عنصرية، جوع، عطش، حاجة، مرض، سرقة، غياب، تهجير قسري، تصفية، خوف وفزع دائم، فوضى وتدمير، طعم الموت، صوت ودخان المتفجرات، شعور الحرمان، ضعف شعور الانتماء، فقدان المواطنة ….. الخ! أي حياة هي هذه وماذا بقيّ لم يشاهده ويعاصره طوال سنين حياته؟!شعوب تنهض على دمار شعوب أخرى وموت يصنع من أجل تقليص الحياة! العراقي ما زال في تلك الدائرة يراوح فيها مُجبر! أصبحت أرض الوطن غرفة اختبارات كتلك التي تستعمل من أجل إجراء التجارب الكيمياوية … هكذا أصبح البلد حقل تجارب والكل يصارع من أجل أن يوصله إلى أبواب الجحيم التي تفتح باعتقادات مريضة وتوجهات خبيثة!وهذا الشعب نقول أنه شعب عجيب ومسكين تحمل فوق الطاقة وفوق الاحتمال …. ولكن إلى متى يبقى حاله هكذا ينقله ما بين وبين؟ الكل يعرف ما في الخفاء والكل يعمل فيه من أجل أن يظهره بالصورة المراد لها. لا يوجد من يهتم بالإنسان من أجل الإنسان ذاته بل الكل يركض ويتسابق من أجل الحصول على المقسوم وما تهبه هذه الأرض. نتمنى أن تغلق هذه الفجوة التي تبتلع كل ما تصله ونتمنى أن يكون هنالك قرار موحد بشأن كل الأحداث المتسلسلة التي تشل حركة الحياة وتوقفها وترجعها إلى الخلف، ونتمنى كذلك أن يتم ترميم البلد من خلال بناء دولة بعيدة عن الدين والتطرف.