كشف الفاتيكان عن مجموعة غنيّة من الأحداث التي ستؤدّي إلى يوبيل 2025، بدءاً بافتتاح قويّ عشيّة عيد الميلاد.
في التفاصيل التي نشرها القسم الإنكليزي من زينيت، بتاريخ 24 كانون الأوّل، تحديداً عند السابعة مساءً، سيحتفل البابا فرنسيس بالقدّاس الإلهي في ساحة القدّيس بطرس، وسيطبع المناسبة بالافتتاح الرمزيّ للباب المقدّس، بحسب ما قاله الأسقف رينو فيسيكيلا، مساعد عميد دائرة التّبشير. وسيدعو هذا الاحتفال الحجّاج في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى رحلة التجديد الروحيّ طوال عام اليوبيل.
أمّا افتتاح الباب المقدّس الذي من المقرّر أن يرافقه حفل موسيقي من توقيع Pontifical Bell Foundry Marinelli، فسيحمل رسالة مهمّة: بناء على ما قاله فيسيكيلا، “إنّ الأجراس صوت عزيز على الناس، وهي تعمل كإعلان مُبهج لحدث متوقّع بفارغ الصبر”. وأوضح أنّ البابا فرنسيس سيعبر العتبة شخصيّاً أوّلاً، ليكون مثلاً للمؤمنين “لاختبار فرحة اللقاء بالمسيح، رجائنا”.
وفي لفتة أخرى من التعاطف، سيزور البابا سجن ريبيبيا في 26 كانون الأوّل، على أن يفتح باباً مقدّساً هناك أيضاً، ضمن رمزيّة لتوسيع الأمل بالنسبة إلى المسجونين على مستوى العالم.
مقدّمة ثقافيّة وموسيقيّة لليوبيل
قبل الافتتاح الرسمي لليوبيل، نظّم الفاتيكان سلسلة من التجمّعات الثقافيّة والموسيقيّة انطلقت في 3 تشرين الثاني، وصولاً إلى 22 منه. وتهدف هذه الحفلات الموسيقيّة إلى الاحتفال بالجاذبيّة العالميّة للموسيقى المقدّسة وإغناء الأجواء الروحيّة التي تسبق اليوبيل.
المعارض الفنيّة: الاحتفال بالإيمان من خلال الأعمال الفنيّة الأيقونيّة
ستسلّط العديد من المعارض الفنيّة البارزة الضوء على عناوين اليوبيل المتمثّلة في الرّجاء والوحدة في أماكن مختلفة في إيطاليا، على أن تبدأ في 27 تشرين الثاني الحالي، وصولاً إلى شباط 2025. وتمثّل “أيقونات الرّجاء” هذه، المأخوذة من اليونان وبلغاريا وبلدان أخرى، التّقاليد المسيحيّة المتنوّعة، مُؤكِّدَة على رسالة اليوبيل للسّلام والأخوّة.
كما وسيكون هناك معرض سنويّ آخر تحت عنوان “مئة مغارة” (من 8 كانون الأوّل إلى 6 كانون الثاني 2025) يكرّم محتواه هذا العام مدينة روما، ويجذب الزوّار للتأمّل في عالمية ميلاد المسيح عبر مجموعة متنوّعة من المغارات الميلاديّة.
جناح الفاتيكان في إكسبو 2025 في أوساكا
كجزء من حضوره في اليوبيل، سيشارك الكرسي الرسولي في معرض إكسبو 2025 في أوساكا باليابان. في جناح الفاتيكان، ستكون اللوحة الرئيسية Deposition لكارافاجيو معروضة بعد اقتراضها من متاحف الفاتيكان لمدّة ستّة أشهر. إذ اختارها البابا فرنسيس شخصيّاً، تجسّد التحفة مواضيع القيامة والجمال وسط المعاناة. ويتماشى هذا العمل الفنّي مع موضوع المعرض، “الجمال يجلب الرّجاء”، ممّا يعزّز رسالة الفاتيكان المتمثّلة بالمرونة والروحانيّة. والجدير بالذكر أنّ جناح الفاتيكان في المعرض سيضمّ مساهمات من فنّانين يابانيّين ونحّاتين بارزين.
يدلّ هذا التعاون على التزام الفاتيكان بإشراك الثقافات والأشكال الفنية المتنوّعة في نقل الرّسالة العالميّة للرّجاء.
رمز اليوبيل “لوتشي” LUCE: ربط التّقاليد بالحداثة
في إشارة مرِحة إلى الثّقافة الشعبيّة، قدّم الفاتيكان “لوتشي”، رمز اليوبيل الذي صمّمه الفنّان الإيطالي سيمون لينيو. يُجسّد “لوتشي” الحاجّ المعاصر، يرتدي معطفاً أصفر اللون واقٍ من المطر، ويضع صليب الرّسالة، ويحمل عصا حاج، في رمز إلى رحلة الرّجاء. أمّا عينا “لوتشي” النابضتان بالحياة، واللتان تمثّلان نور الإيمان، فهما رمز يمكن للأجيال الأصغر سنّاً أن تفهمه، ضمن ربط للمواضيع الروحيّة التقليديّة بثقافة “البوب” المعاصرة.
ومع استمرار الاستعدادات، ستُرشد روزنامة اليوبيل عبر الإنترنت وتطبيق الفاتيكان الزوّار في التنقّل في هذا العام الاستثنائي. وتهدف هذه الموارد الرقميّة، المقسّمة إلى فئات مثل “الحجّ” و”الحدث الثقافي” و”الحدث الرئيسي”، إلى جعل اليوبيل في متناول الحجّاج في جميع أنحاء العالم، كما وجعله يوبيلاً لا يُنتسى.