حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء، 28 نوفمبر 2006 – ننشر قسماً من المقدمة لكتاب القداس الذي سيتبعه البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته الرسولية الى تركيا يشرح الهدف من الزيارة. قدمه منظم الاحتفالات البابوي اليتورجية، رئيس الاساقفة بييرو ماريني.

زيارة رعوية

 

تشكل الكنيسة الكاثوليكية في تركيا، بمختلف تعابيرها الطقسية (لاتينية، أرمنية كاثوليكية، سريانية كاثوليكية، كلدانية) أقلية صغيرة وسط عالم اسلامي ذو غالبية سنية. أسوة بالرسول بطرس الذي وجه رسالة من روما (1 بطرس) إلى الجماعات المسيحية المنتشرة في تركيا الحالية، يتوجه خليفته إلى الجماعات ذاتها مهديًا إليها لا الكلمة وحسب، بل حضوره الشخصي أيضًا. دعا بطرس مسيحيي هذه الأرجاء إلى "إعطاء برهان عن الرجاء الذي فيكم" (1بط 3، 15). في هذه اللحظة التاريخية، التي تشهد نشوء وتوطد أشكال عدة من التعصب الديني، يأتي البابا بندكتس السادس عشر، من خلال بشرى الكلمة والاحتفال بالأسرار الإلهية، ليثبت الجماعة الكاثوليكية في تركيا على الأمانة للمسيح وعلى الرجاء به.

يتضمن البرنامج احتفالين اثنين بالافخارستية. سيقام الأول في المزار المريمي الوطني "مريم أيا أفي" (منزل الأم مريم)، في أفسس، المدينة حيث أعلن مجمع سنة 431 عقيدة الأمومة الإلهية، وحيث – بحسب التقليد التقوي – عاشت مريم ردحًا من الزمن مع القديس يوحنا. يعتبر المزار نقطة لقاء وصلاة للمسيحيين وللمسلمين الذين يعترفون بمريم أم يسوع الدائمة البتولية والمختارة من الله لخير البشرية جمعاء.

يقام الاحتفال الافخارستي الثاني في اسطنبول في أول ديسمبر بكاتدرائية الروح القدس.  يشارك قي القداس الإلهي الذي سيقام بحسب الطقس اللاتيني ممثلون عن الجماعات الكاثوليكية التركية المنتمية إلى مختلف الطقوس الشرقية. وستسلط الأضواء على هذه الجماعات من خلال مساهمة كل منها بالشعائر الطقسية التي تميزها.

زيارة على غرار الحوار بين الأديان

لهو أمر بالغ الدلالة، أن تبدأ زيارة البابا الأولى لبلد ذي أكثرية مسلمة من الأرض التي باشر منها أبرام، بطريرك اليهودية، المسيحية والإسلام، رحلته الإيمانية مع الله. فأبرام، انطلق بالواقع من حاران، بلدة في تركيا الحالية، بروح اتكال كلي على الله، واثقًا بالكلمة التي أوحيت إليه.

إن الذكرى المتجددة لهذه الجذور المشتركة  التي تربط الديانات الثلاث، والتي يبغي الأب الأقدس أن يحيي بزيارته، هي دعوة يطلقها البابا من أجل تخطي الخلافات التي جعلت العبرانيين، المسيحيين والمسلمين يتصادمون في بعض العصور.

لا بد أن نذكر هنا النائب الرسولي أنجيلو رونكالي–  وقد أصبح فيما بعد البابا يوحنا الثالث والعشرين – الذي قضى تسع سنوات في تركيا فأنضج قناعته بضرورة الحوار بين الأديان ، وعبر المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني عن ذلك، بإرادة البابا المذكور، في الوثيقة المجمعية "Nostra Aetate".

وقد وصف البابا بندكتس السادس عشر  هذه الوثيقة كوثيقة عظمى للكنيسة الكاثوليكية في علاقتها مع العالم الإسلامي (أنظر، الخطاب إلى الديبلوماسيين، الاثنين 25 سبتمبر 2006).

ينبغي فهم زيارة البابا إلى تركيا –  بتواصل مع فكر البابا يوحنا بولس الثاني – كتأكيد على إرادة الكنيسة الكاثوليكية بمتابعة الحوار الفائق الضرورة بين الأديان. فتركيا دولة تصف نفسها شرعيًا بالعلمانية، وهي جسر تواصل بين أوروبا وآسيا. تضم مختلف التقاليد الدينية وهي بمثابة شرفة على الشرق الأوسط، ومن خلالها يمكن تعزيز قيم الحوار بين الأديان، التعايش، العلاقات المبادلة وعلمانية الدولة.

ترجمة وكالة زينيت العالمية  (zenith.org)

"وزير خارجية" الفاتيكان: نحن واثقون من حسن ضيافة الأتراك.

روما، الثلاثاء، 28 نوفمبر 2006. ننشر في ما يلي مقتطفات من المقابلة التي أجراها الصحفي “جانّي كاردينالي” لصحيفة “أفينيري” التابعة لمجلس الأساقفة الإيطالي يوم الأحد 26 نوفمبر 2006، مع أمين عام الشؤون الخارجية في دولة الفاتيكان، رئيس الأساقفة “دومينيك مامبرتي”.