"افّتح" مدرسة للأطفال الصم والبكم في بيت لحم

تأسست عام 1971، تديرها راهبات وتستضيف حاليا 133 طفلا فلسطينيا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بيت لحم، 4 مايو 2007 (zenit.org). – توجد في بيت لحم مدرسة تهتم بالتهذيب السمعي لأطفال فلسطينيين من الصم والبكم، أو ممن يعانون من مشاكل في السمع، تديرها راهبات دوروتييات، من بنات القلبيين الأقدسين في فيتشينتسا.

إنها مدرسة “افتح ـ بولس السادس”، المديرة المسؤولة هي الاخت بييرلويجينا كاربينيندو، 58 سنة، درست وتخصصت في تعليم النطق في جامعة بادوفا.

 رغب البابا بولس السادس بإقامة “افتح” بعد حجه الى الأراضي المقدسة عام 1964، وانجز المشروع عام 1971 والذي يناجي عنوانه، النص الإنجيلي المتعلق بشفاء يسوع للأصم.

 روت الأخت بييرلويجينا كاربينيندو، المسؤولة عن المدرسة منذ 10 سنوات، لوكالة زينيت أن “الأطفال الموجودين حاليا يأتون من جنوب فلسطين، بيت لحم وحبرون وبئر السبع”.

 وأوضحت قائلة “بينما توجب علينا اقصاء الاطفال من المناطق الشمالية، بسبب المشاكل المتعلقة بالنقل وعبور الجدار الفاصل، حيث كان لدينا في السابق أطفالا من جنين وطول كرم”.

 المدرسة معترف بها من قبل وزارة التربية ووزارة الرعاية الاجتماعية، وبحسب العقد الاول الموقع مع الفاتيكان، فإن إدارتها لا ترتبط بهما بأي شكل من الاشكال.

 وأضافت الأخت بييرلويجينا “لدينا الان 133 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 1 ـ 14 سنة، وبهذا فنحن نغطي كافة السنوات المتعلقة بمرحلة النمو”.

 نقدم للاطفال من 1 ـ 3 سنوات دروسا أسبوعية لإعادة تأهيلهم بالاشتراك مع عائلاتهم، لكيما تتفهم هذه الأخيرة وتستوعب، أسلوب التعامل مع أطفالها. إضافة إلى أن المدرسة هي الوحيدة التي تستخدم اسلوب التعليم الشفهي.

 واوضحت الراهبة لوكالة زينيت قائلة “لا أحد غيرنا يقدم خدمة من هذا النوع، حيث أن الطفل لا يمنع في المدرسة، من التعبير والاتصال بعفوية عن طريق الاشارات. عموما، تحاول المعلمة استخدام الكلام لحث الاطفال على النطق”.

 تابعت الأخت المسؤولة عن المدرسة قولها بأن الأمر يتعلق بتقنية معقدة وطويلة الامد، وقد يشعر بعض الأطفال بصعوبات، لكن النتائج افضل بالتأكيد.

 تتكون الجماعة من 7 أخوات: 3 عربيات و4 ايطاليات، فضلا عن 20 معلمة محلية. يتم الإشراف على تهيئتهن التقنية والمهنية، لعدم توفر مدارس كهذه في فلسطين.

 واسترسلت الراهبة قائلة: “إن معدل بقاء الأطفال لدينا يتراوح بين 13 ـ 14 سنة، وهدفنا في هذه الفترة، تعليمهم الاتصال والإدراك، قبل تسجيلهم في المدارس الاعتيادية”.

 “المدارس العامة التي عادة ما تمتلك أكثر من 30 طفلا في صفوفها، ليست مؤهلة لاستقبال هؤلاء الاولاد الذين يمتلكون مشاكل في السمع، ولا تقدم تعاملا خاصا معهم”.

 وتحدثت الأخت عن المدرسة قائلة، “يتراوح عدد الطلاب في الصف بين 4 و12، ويُتبع معهم عملا فرديا وآخر جماعيا”.

 يدرس الصبيان والبنات معا في المدرسة، وليس هناك أي نوع من الفصل أو التفرقة بينهم، “وإذا كان الطفل ضعيف السمع، فإننا نقوم بإعادة تأهيله فقط وارساله الى المدارس الاعتيادية”.

 هناك حوالي 20 طفلا ممن يسكنون في مناطق بعيدة كأريحا، وعليهم قطع مسافة اكثر من 70 كلم يوميا، يبيتون في المدرسة خلال الاسبوع من الاثنين الى الجمعة، ويعودون الى عائلاتهم في نهاية الاسبوع.

 الى جانب هذا فإن مدرسة “افتح” تتلقى مساهمة من المتطوعين “فتيات جامعيات تمارسن نشاطات ترفيهية مختلفة، إلى جانب تدريس الأطفال. بينما يقوم شباب سليزيانيون من مختلف الجنسيات، ممن يدرسون اللاهوت، بنشاطات ترفيهية ومسرحية”.

 “غالبا ما يتعايش لدينا الأطفال المسلمون مع اليهود، ونحن نحاول أن نحترم أديانهم قدر الإمكان”، وأكدت الأخت قائلة “بالتأكيد أننا خلقنا جوا منفتحا، يمكن الحديث فيه دون حظر، وحيث نواجه مواضيع تمثل سببا لحالات اجتماعية لا يمكننا فهمها نحن الغربيون كالعلاقة بين الرجل والمرأة على سبيل المثال”.

 وأشارت الراهبة إلى أن “مسؤولية الطفل المعاق تقع على عاتق المرأة المسلمة دائما، لذا فان الرجال لا يشتركون في إعادة التأهيل أبدا”.

 وأوضحت قائلة “نحن نحترم شهر رمضان، مواعيدهم وممارساتهم، ليست هناك صلبان في الصفوف، بل صور العذراء والطفل فقط، فضلا عن أن البنات لدينا لا يرتدين الحجاب”.

 وتحدثت الأخت بييرلويجينا عن إقامة علاقات ثقة قوية مع بعض الأمهات: “أم يحيى مثلا، 24 عاما ولديها 3 أطفال، الأول نباتي الى الأبد، الثاني متخلف عقليا والثالث هو الأجمل، حيث انه أصم فقط”.

 وتابعت القول “لم أعلم أن لديها كل هؤلاء الأطفال، لكنها رَوَتْ لي قصتها تدريجيا، حيث طلبت مني الحديث الى زوجها لأخبره بأنها لم تعد تود الانجاب، لأنهما أبناء عم من الدرجة الأولى”.

 وبينت الأخت لويجينا بهذا الصدد أن “سبب الصمم في الحقيقة، يرتبط غالبا بعاملين: قرابة الدم والوراثة”، وأن “عدد الأطفال المعاقين في هذه المنطقة كبير جدا”.

 واسترسلت الراهبة “كانت أم يحيى تفتح لي قلبها قائلة: لحسن الحظ أنه يمكنني المجي هنا والتحدث الى شخص ما”.

 وقد أوضحت الأخت المديرة أن “المدرسة تكلف عادة 1500 شيكل (حوالي 300 يورو) سنويا، وهو مبلغ مضحك. فلم يعد بامكاننا بعد الانتفاضة أن نطلب المزيد، لأنهم يتحملون كل مصاريف النقل وعبور الحدود أيضا”.

 وقالت إنه “عادة ما تُقدم إلينا طلبات كثيرة، ويصلنا الأطفال عبر تناقل الناس لأخبارنا أو حسب توصية الأطباء”.

 وأردفت الراهبة “كل أزواج المعلمات تقريبا بدون عمل، وهن يتقاضين أجراً شهريا مقداره
500 دولار، بما في ذلك الضمان الصحي”.

 واختتمت الأخت بالقول إن “المدرسة تتحمل مسؤولية التهيئة، والتي تنظمم أياما دراسية مكثفة، وتستضيف أشخاصا من الخارج. بالإشتراك مع مؤسسة هولندية، ننظم دورة للأمهات أيضا”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير