وقال عميد الكلية الأب جوزف بو رعد الأنطوني: "الحديث عن الشأن الاجتماعي هو بكل بساطة الحديث عن الواقع، عن الهموم اليومية: العائلة والسكن والتعليم. مع ذلك نرى ان هذه المواضيع التي تشغل الرأي العام في كل المجتمعات المتقدمة لا ترق عندنا إلا نادرا إلى مستوى النقاش العام. فالحديث السياسي يتقدم إلى حد الإلغاء كل ما عداه من الأحاديث والاهتمامات العامة. هذا الهوس السياسي الذي نعيش، يدفع الإعلام إلى إغفال كل ما هو غير سياسي في الخطاب الكنسي فيظهر السلطة الكنيسة غير مهتمة وغير معنية الا بما يتعلق بصراع الاحزاب على السلطة. في ظل هذه الأجواء يطل علينا النص المجمعي ليصوب اهتماماتنا ويقدم كلمة الكنيسة ومواقفها في الشأن الاجتماعي."

ثم أشار مبارك الى أن "النص النهائي للكنيسة والشأن الإجتماعي لم يكتب بقلم شخص واحد لا بل هو نص مجمعي يلحظ في مضمونه الملاحظات التي وضعها 320 مشاركا في المجمع من جهة ويدمج في جوهره مجموعة الأفكار التي وضعها بعض الإختصاصيين في موضوع النص المذكور".

وشدد على أنه "لا يمكن ان نفصل الشأن الإجتماعي عن الحالة السياسية في البلد"، معتبرا "أنه وجه من وجوه هذه الحالة"، وحدد السياسة بأنها "تدبير أمور الإنسان في حياته اليومية لجعلها أكثر فرحا وعدالة وليكون صورة على ومضات الحياة الأخرى." واعتبر أن هدف الكنيسة من التعاطي في الشأن الإجتماعي "يرتكز على جعل المجتمع أكثر عدالة وأكثر تضامنا ولكي يعكس إرادة الله في الإنسان... وقال "إن الكنيسة تعتبر أن الحقوق المدنية والإنسانية والإجتماعية التي نقول إنها تعطى للانسان مبنية على كرامته وليس على أي شيء آخر."

من جهته، ركز الأب ميشال سبع الذي قرأ مداخلة الدكتورة مي مارون سبع في قسم خاص تتناول فيه الموارنة أنه "يتبين من قراءة النص أن الموارنة ليسوا شعبا إثنيا، وليست لهم طموحات قومية، فليسوا هم كاليهود أو الأرمن، إنهم غير مرتبطين بأرض تسمى بهم، وتاريخهم ليس منفردا، ولغتهم ليست منفردة، لقد نشأوا متحلقين حول كنيستهم".

واشار الأب سبع الى ان مارون خلصت الى إعتبار أن "طموحات الكنيسة كما جاء في النص رغم إتساعها هي متواضعة أمام الكم الكبير من الحاجات، ورغم أن المساحة الإجتماعية الكبيرة في هذه البرامج، لكنها تكاد تصغر أمام مشكلة الوجود والبقاء للبنان، فالهم الماروني اليوم تجاوز الأفراد الى الوطن وصار هم بقاء لبنان هو الساري، وهو بطبيعة الحال إن بقي يبقى الموارنة، وإن لم يبق فإن الموارنة يبقون ككنيسة لكن مشتتين، وهذا يعني أن طموحات الكنيسة المارونية ستعتمد على التواصل والتعليم وترسيخ القيم بواسطة وسائل الإعلام والترابط هو ما زال في بداياته."