محاضرة للأب سمير خليل اليسوعي عن الإسلام

“ليست رموزنا الدينية والثقافية هي التي تشكك المسلمين، بل نقص إيماننا”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 كازرتا، 4 مايو 2007 (ZENIT.org). – هناك فروقات واضحة بين المسيحية والإسلام، ولكن هناك في الوقت عينه نقاط التقاء عديدة قد تساعد على بناء تعاون بنّاء بين الدينين التوحيديين العظيمين.

تطرق إلى هذا الموضوع الأب سمير خليل، الكاهن اليسوعي، وأستاذ العلوم الإسلامية في جامعة القديس يوسف في بيروت.

قدّم لحديث الأب خليل، الأب إدواردو سكونياميليو، أستاذ اللاهوت العقائدي في جامعة إيطاليا الجنوبية. واعتبر الأب سكونياميليو أن الكلمة المفتاح في الحوار بين الأديان هي “الآخَريّة”.

“إذا كانت خاصيّة الحداثة هي الفردانية الصافية، فخاصية ما بعد الحداثة هي الآخر. لنأخذ على سبيل المثال لبنان: فهو أرض تعتبر فيها الآخرية العرقية والثقافية والدينية من مكونات الوطن، بالرغم من المشاكل التي دامت ما يربو على 30 سنة. ولا يمكننا أن نعتبر هذا الأمر تهديدًا بل مورد غنى”.

ثم قال: “إن الآخرية هي عنصر أساسي من الحوار في المسيحية. فعلى الصليب نتأمل إلهًا يموت بصمت، وبصمته يصغي إلينا. إن الحوار هو واقع لا يخلو من التعارض لأنه يمرّ عبر الصليب”.

هذا وتطرق الأب سمير خليل في معرض كلامه عن نشأة وخصائص الدين الإسلامي، وأشار إلى أن الإسلام “أقرب إلى اليهودية منه إلى المسيحية” من الناحية اللاهوتية. “فوحدانية الله تذكرنا بالوصية الأولى التي أعطاها الله لموسى”.

وأضاف: “تجمعنا بهم كمسيحيين مبادئ أخلاقية كالتعاون وحماية الضعيف. ولكن الفرق الكبير بيننا وبين الإسلام هو أن الإسلام بطبيعته ديانة تغطي مختلف أبعاد الحياة، حتى في العوائد الخاصة، والغذائية والجنسية والمهنية. وقد تطور هذا البعد بشكل خاض بعد هجرة محمد إلى المدينة (سنة 622 ميلادية): وفي تلك الفترة نما الإسلام “السياسي”، والفاتح، بينما في مكة، كان النبي قد علم الإسلام الصوفي والروحي”.

وأضاف الأب خليل أنه انطلاقًا من السبعينات عرف الإسلام تعميقًا لهويته بعكس الهوية الغربية التي سارت نحو الانحلال، “وما يجري الآن هو أن الإسلام الذي لا ينخرط بسهولة في حضارات أخرى، يواجه صعوبة في المجتمع العلماني”.

كيف السبيل إلى تنمية لقاء مثمر بين المسلمين وبين الغرب؟

“قبل كل شيء، عبر السماح للمسلمين بالحفاظ على إيمانهم وهويتهم، وعبر تربيتهم على احترام حقوق الإنسان، وعلى الفصل بين الإيمان والسياسة”.

“فبفضل العقل، يمكننا أن نجعلهم يقلعون عن الأصولية والعنف. ويمكن لحماسهم أن يصبح دافعًا لنا نحن المسيحيين لكي نفكر بحالة إيماننا”. فالمسيحي يستطيع أن يحاور المسلم، لا الملحد. “فليست رموزنا الدينية والثقافية هي التي تشككهم، بل نقص إيماننا”.

“إذا ما اعتبرنا مسلمي أوروبا، يمكننا أن نلاحظ كيف أنهم حافظوا على تقاليدهم، ولكنهم فتروا في الإيمان. يعيش الإسلام الآن أزمة ناجمةً عن وعيهم أنهم قد أنتجوا أقل منا على الصعيد الثقافي. لذا فهناك إعجاب وحسد ضمني نحو الغرب المسيحي، يدفع بعضهم إلى الإعجاب بالصليبيين!”.

هناك أمر يجب على المسيحيين أن يتعلموه من المسلمين وهو غيرة نشر الإسلام والروح الإرسالية. “فأسلمة العالم هي فرض على كل مسلم، وليس على الأئمة والشخصيات الكبيرة فحسب. فلنفكر بأن ماليزيا قد أسلمت بفضل التجّار. على الكنيسة الكاثوليكية أن تعاود اكتشاف دعوتها إلى التبشير حتى في المناطق ذات الأكثرية الإسلامية، متخطية الميول الموجودة حتى في قيادات الكنيسة، والتي تعتبر الارتداد والتوبة أمورًا غير مهمة، إيمانًا منها بنظرية تقول أن كل دين هو سبيل للخلاص بحد ذاته”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير