كلمة البابا أعضاء سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية

“كيما تستطيع عائلة الكنيسة السريانية الكاثوليكية التبشير بالإنجيل”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، 6 مايو 2007 (ZENIT.org) – أعلن البابا بندكتس السادس عشر أنه ” من المهم أن تستطيع عائلة الكنيسة السريانية الكاثوليكية أن تبشر بالإنجيل بحماسة وتطور سبلاً رعوية مواكبة لتحديات العصر وتقدم شهادة وحدة ساطعة في عالم ممزق ومنقسم”.

بهذه الكلمات توجه البابا بندكتس السادس عشر يوم السبت 28 أبريل الماضي إلى أعضاء سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية غير العادي.

* * *

صاحب الغبطة،

 إخوتي الأجلاء،

 “عليكم النعمة والسلام من لدن الله أبينا والرب يسوع المسيح” (1قورنتس 1، 3). بهذه الكلمات التي يوجهها رسول الأمم إلى مسيحيي قورنتس، أرحب بكم وأحييكم جميعاً على إثر اللقاء الذي عقدتموه.

إن حرصي على مصير كل الكنائس، وفقاً للمهمة التي أوكلها المسيح إلى بطرس الرسول وإلى خلفائه، هو ما دفعني إلى الدعوة إلى عقد هذا السينودس غير العادي برئاسة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتونه الذي أحييه وأشكره من صميم القلب. واسمحوا لي أيضاً أن أشكر غبطة البطريرك وكل واحد منكم لمشاركتكم الناشطة في أعمال السينودس ولمساهمتكم السخية في حل المشاكل والعفبات التي تعترض حياة الكنيسة السريانية الكاثوليكية القديرة منذ فترة.

 

لقد كانت رغبتي الوحيدة من الدعوة إلى هذه الجمعية العمومية أن أفعّل أكثر العلاقات التاريخية التي تربط كنيستكم بالكرسي الرسولي وأعبر لكم عن تقديري وحرصي على كل واحد منكم، أنتم رعاة قسم ليس بكبير من شعب الله ولكن له جذوره التاريخية وأهميته. وأحيي أيضاً كل معاونيكم، لاسيما الكهنة والشمامسة منهم، وكل أعضاء الكنيسة السريانية الكاثوليكية.

إن مسيرة زمن الفصح التي نعيشها تحثنا إلى توجيه أنظارنا وقلوبنا نحو الحدث الأهم في إيماننا المسيحي وهو موت المسيح وقيامته. وقراءات أعمال الرسل التي نقرأها في هذا الزمن تبين لنا مسيرة الكنيسة الناشئة، وهي مسيرة ليست سهلة في كل الأوقات ولكنها غنية بالثمار الرسولية. فمنذ نشأة الكنيسة، لم تكن الجماعات الكنسية بمنأى لا من الكراهية والإضطهادات التي تعرضت لها من الخارج، ولا حتى من أخطار التشنجات والمعارضة التي عصفت بها من الداخل. ولكن هذه الغيوم والصعوبات الجمة التي واجهت المسيحيين الأولين لم تتمكن يوماً من حجب نور الإيمان الساطع في كنيسة يسوع المسيح.  فمنذ خطواتها الأولى، عرفت الكنيسة، بفضل توجيه الرسل ومعاونيهم والشجاعة الإستثنائية والقوة الداخلية اللتين تحركانها، كيف تحافظ على كنز الوحدة والمشاركة الثمين وتنميه، بغض النظر عن الإختلافات بين الأشخاص واللغات والثقافات.

 

إخوتي الأجلاء، في الوقت الذي يختتم السينودس غير العادي الذي شاركتم فيه أعماله، وإذ أعي الشجون التي شغلت بالكم طوال السنوات الأخيرة والتي تسعون جاهدين إلى تجاوزها، لا يسعني إلا أن أتذكر بامتنان كبير سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني الذي كان قريباً منكم بأوجه عديدة. فقد استمع إليكم والتقاكم وما انفك يحثكم مرة تلو الأخرى، خاصة في الرسالة التي وجهها إليكم في شهر أغسطس 2003، على السعي إلى الوحدة والمصالحة بمؤازرة الجميع. 

وقد واصلت من جهتي الرسالة التي بدأها، من خلال الرسالة التي وجهتها في أكتوبر 2005، نظراً لقناعتي الراسخة بأن كل جماعة مدعوة اليوم كما في فجر المسيحية إلى تقديم شهادة أخوة واضحة. ولا يمكن إلا أن نقرأ بتأثر في أعمال الرسل “وكان جماعة الذين آمنوا قلباًًًًً واحداً ونفساً واحدة” (4، 32). فهنا، في هذه المحبة المتبادلة بالذات التي هي عطية من الروح القدس، يكمن سر الفعالية الرسولية.

 أيها الإخوة الأعزاء والأجلاء، خلال هذه الأيام، تسنت لكم الفرصة لتفكروا في سبل تجاوز العقبات التي تعترض مسيرة حياتكم الكنسية الطبيعية. وأنتم تعون ما هو لازم وما هو ضروري. إن الرسالة التي سلمكم إياها الرب تفترض ذلك؛ وخير الكنيسة الكاثوليكية يفتلرض ذلك، ناهيك عن الظروف الإستثنائية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وعن الشهادة التي أثبتت الكنائس الكاثوليكية أنها قادرة على تقديمها متى اتحدت. فليجد نداء بولس المشبع حزناً إلى المؤمنين في قورنتس صدى في قلوبكم، إذ قال: “أناشدكم، أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعاً قولاً واحداً وألا يكون بينكم اختلافات، بل كونوا على وئام تام، في روح واحد وفكر واحد.” (1قورنتس 1، 10).

في هذا الزمن تكثر التحديات التي تواجه جماعاتنا المسيحية في العالم أجمع، وأخطار وكمائن عديدة تهدد بطمس قيم الإنجيل وحجمها. وفي ما خص كنيستكم، فمظاهر العنف والصراعات التي تطبع جزءاً من القطيع الموكل إليكم تشكل صعوبات إضافية تهدد إمكانية العيش المشترك بسلام، لا بل حياة الأشخاص أيضا”. في ظل هذه الظروف، من المهم أن تعمل عائلة الكنيسة السريانية الكاثوليكية للتبشير بالإنجيل وأن تطوّر سبلاً رعوية مواكبة لتحديات العصر وتقدم شهادة وحدة ساطعة في عالم ممزق ومنقسم. 

 

أيها الإخوة الأجلاء، إن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني يعلن أنه يعود إلى الكنائس الشرقية الكاثوليكية، وتلبية لدعوة المسيح أن تكون واحدة كما هو والآب واحد، أن تلعب دوراً مميزاً في تعزيز المسيرة المسكونية، “بالصلاة في بادىء الأمر، ثم بسيرة حياتها وبأمانة تقوية للتقاليد الشرقية القديمة، وبتعارف متبادل أعمق والتقدير الأخوي للأشياء والبشر” (مرسوم الكنائس الشرقية رقم 24). وإليكم عنص
ر أخير يُضاف إلى متطلبات الحوار المسكوني كي يحثكم على الإضطلاع بثقة بالرسالة الرسولية التي أوكلها الرب لكنيسته. فالبارحة بالذات، قدمت لنا الليتورجيا اللاتينية قراءة لحادثة مؤثرة هي ارتداد بولس على طريق الشام. وأنت بدوركم مدعوون اليوم إلى متابعة المسيرة الرسولية التي خطها القديس بولس بكل حماسة وثقة وثبات، وعلى خطى القديس إغناطيوس الإنطاكي والقديس أفرام وسائر قديسي الكنيسة.   

أوكل إلى شفاعة وحماية العذراء مريم سيدة النجاة كل واحد منكم. وأؤكد لكم كامل دعمي ودعم معاونيّ وأمنح جميع الحاضرين هنا، بطريرك وأبناء السينودس المقدس والكنيسة السريانية الكاثوليكية، بركتي الرسولية الخاصة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير