بداية، رحب مدير المركز الخوري عبده ابو كسم بالحضور، واعتبر ان “موضوع الاطفال ووسائل الاعلام هو على قدر كبير من الاهمية بحيث يجب تنشئته وتوعيته على مبادىء الحرية والقيم الاخلاقية”.
ثم شدد المطران ابو جودة على دور الاهل والمدرسة في “تنشئة الاطفال على مبادىء الحرية والسلام والابتعاد عن العنف”.
ثم قدم الدكتور انيس مسلم الرسالة فاعتبر ان “قداسته يدعونا فيها الى التفكير في مسألتين اساسيتين متداخلتين تنشئة الاطفال وتنشئة وسائل الاعلام”.
ورأى ان قداسته ينظر الى هذه القضية من زاويتين تأثير وسائل الاعلام في تنشئة الاطفال وتنشئة الاطفال لمواجهة هذه الوسائل بما فيها الانترنت”.
واشار الى ان “البابا توقف عند اهمية التربية والتعليم بالقدرة كأن يكون الوالدان المثال الصالح لاولادهما ويسهلان لهم التعرف على ادب الطفولة وشتى الفنون الجميلة.
ويلفت قداسته الى الضغوط التي يتعرض لها العاملون في وسائل الاعلام والمعضلات الاخلاقية التي يواجهونها تحت وطأة المنافسة التجارية الشرسة والتي تؤدي حينا رغم نوايا معظم الاعلاميين الحسنة الى تردي البرامج، وحينا الى اسفاف، واحيانا الى انتاج افلام والعاب تثير العنف والغرائز الجنسية وتعرض العديد من الاطفال الى الوقوع في الخطيئة.
ثم القى نقيب الصحافة محمد البعلبكي كلمة فقال: “ان معظم وسائل الاعلام في العالم ستأخذ بتوجيه قداسته وستعمل بنوره ما يعود على الاطفال في كثير من الخير وليس غريبا ان يهتم الفاتيكان اهتماما خاصا بالاطفال”.
اضاف: “لا شك ان الاطفال هم المستقبل فبقدر ما نحسن تنشئتهم بقدر ما يكون المستقبل جيدا ومضمونا وبقدر ما تكون هذه التنشئة دون العادية يكون المستقبل عاديا او دون العادي”.
وتابع: “نحن نأتي سنويا الى هذا الصرح لنغرف مما تتضمن دائما الرسائل البابوية من الحكمة البالغة في مختلف المواضيع التي تتناولها هذه الرسالة عاما بعد عام، ونشكر الله اننا في لبنان على اختلاف فئاتنا وطوائفنا ومذاهبنا نعتبر هذه الرسالة السنوية البابوية موجهة الى جميع اللبنانيين على اختلافهم”.
واردف: “هذا العام الرسالة لها صلة بوسائل الاعلام، ما من ريب بأن وسائل الاعلام ذات اهمية بالغة جدا في توجيه الرأي العام الذي هو الصورة الحية لشعب من الشعوب وبقدر ما يكون الرأي العام مكونا ومبنيا على الحقيقة وعلى الفضيلة وعلى الصلاح يكون الأمل اكبر بمستقبل افضل”.
وقال: “مسؤولية وسائل الاعلام في هذا المجال مسؤولية اساسية ضخمة لا يجوز لاي وسيلة من وسائل الاعلام ان تتنكر لها او تعمل بما لا يتفق مع رسالة الاعلام.
نحن في لبنان لاسيما في هذه الايام احوج ما نكون الى اعلام مجرد خادم للحقيقة اولا فننكب عن كل ما يسيء الى الحقيقة والى رسالة الاعلام بحكم كون هذه الرسالة رسالة تكاد تكون سماوية”.
واعتبر ان “اعظم الاعلاميين في التاريخ هم الانبياء والرسل وعلى وسائل الاعلام ان تهتدي بهدي هؤلاء الرسل والانبياء الذين كانوا هم اعظم الاعلاميين في التاريخ”.
وختم قائلا:” نسأل الله ان يلهم وسائل اعلامنا الصواب الذي لا يمكن ان يحتكره احد ومن هنا قدسية هذه القيمة الانسانية العظمى التي هي الحرية، رحمة بشعب لبنان ورحمة بهذا الوطن الذي نحرص عليه جميعا وطنا لكرامة الانسان ولحقوقه وحريته.”
من جهته، اعتبر امين سر اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام الاب يوسف مونس ان “الحرية اساسية انما ايضا يجب التركيز على البيئة الثقافية، وهنا تكمن مسؤوليتنا في لبنان، متسائلا: “اي بيئة ثقافية نربي اولادنا فيها”؟، ورأى اننا في لبنان “نعيش في زمن من الثرثرة الثقافية”، ودعا الى “الحد من الاعلانات والاغاني التي تمس الاخلاقية عند الاطفال وبراءتهم.