نيويورك، 16 مايو 2007 (ZENIT.org). – قامت رئيسة الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية، ماري آن غلندون، بمداخلة أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تهتم بالأديان في إطار المجتمع المعاصر، بعنوان: “تطلعات بشأن العلاقات بين الثقافات والأديان في المجتمع المعاصر”.
وجاء خطاب غلندون في إطار حلقة حوار ناقشت كيفية تشجيع ثقافة من الاحترام المتبادل ومن التسامح في المجتمعات المعاصرة.
قالت رئيسة الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية بأنه “من الناحية النظرية، نظرًا لسرعة حركة الشعوب والأفكار في عالم اليوم، علينا أن نترقب التعاون بدل النزاع، والتفاهم المتبادل بدل الشك”.
وتابعت: “وإلى حد ما، هذا ما تحقق، خصوصًا بعد تعّرف الناس بعضهم على بعض على صعيد شخصي”، ولكن “المسألة التي تُطرح هي كيفية اغتنام الفرص المتوفرة وكيفية تخفيف نسبة سوء الفهم، والتوتر والعنف”.
وأشارت غلندون إلى أن النقاشات التي جرت عام 1948 تمهيدًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هي “مثال مشجع للحوار بين الثقافات”، مذكرةً بأن “هذه الوثيقة التاريخية إنما كانت ثمرة جهود مذهلة تعاونت فيها ثقافات متعددة”.
وذكرت رئيسة الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية بأن اللجنة التي تم تأليفها لإعداد الوثيقة كانت مكونة من ممثلين عن الكونفوشية من الصين، مسلمين من مصر وإيران، صهيوني فرنسي، امرأة من أصول هندوسية، ممثلين من مختلف الطوائف المسيحية، و4 ماركسيين غيورين.
وتابعت: “لم يكن أحد ليعتقد أنه بامكان هذه اللجنة التوصل إلى الاتفاق على بعض المبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية”، ومع ذلك، فقط تمكن المشاركون في اللجنة من التوصل إلى إعلان “يبقى منبع إلهام لجميع الذين يعلقون الآمال على التعاون ما بين الثقافات”.
وأشارت غلندون بأن هذا الأمر يطرح تحديات وتساؤلات على زعماء الأديان والثقافات، وعن سبب صعوبة الحوار بين الأديان.
ثم أردفت قائلة بأن أحد العوائق أمام الحوار واللقاء هو “استغلال الدين لأسباب سياسية”. وتابعت: “لا يمكننا أن نلقي باللوم على العوامل الخارجية فقط. فالمشاكل لا تقتصر على سوء فهم ديانة الآخرين وحسب، بل أيضًا هي نتيجة عدم التعمق في الديانة الخاصة”.
لذا “من واجب الزعماء والمربين أن يجدوا في صلب تقاليدهم المصادر الملائمة لتعزيز الاحترام والتسامح”.
هذه الجهود هي أساسية في سبيل “بلسمة الجراح، بناء الجسور، والوقوف سوية ضد المتطرفين الذين يستغلون الدين لكي يغذوا الحقد والعنف”.
“لقد بات التعدد الثقافي والديني واقعًا حياتيًا”، وفي الكثير من الأماكن، “يقوم الناس بالقيام بأكثر من التسامح. فقد بدأوا بالتعلم بعضهم من بعض، موسعين هكذا الآفاق المتبادلة”.
كما واستشهدت غلندون بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني إلى الأمم المتحدة عام 1995: “يستطيع ‘الاختلاف‘ الذي يعتبره البعض مصدر خطر، أن يصير، بفضل الحوار المحترم، مصدر فهم أعمق لسر الوجود الإنساني”.
ثم ختمت رئيسة الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية قائلة: “من الواضح أن المسيرة إلى ما بعد التسامح هي حافلة بالعقبات. ولكن ليس لدينا خيار آخر إذا ما أراد البشر أن يزيدوا إمكانيات السلام في كوكبنا الذي يزداد فيه الاعتماد المتبادل، في جو مشحون بالنزاعات”. فالتخلي عن إمكانية الحوار إنما هي “تخلٍ عن أحلام الأشخاص الذين قاموا بتأسيس هذه المنظمة العظيمة”.