عينكاوا، 24 مايو 2007 (zenit.org). – تشن اليوم في العراق حملة كبيرة ضد المسيحيين الذين ليسوا طرفا، ولايريدوا ان يكونوا، في الصراعات العرقية والقومية والطائفية الجارية الى حد يهدد وجودهم القومي والديني في العراق. ننشر في ما يلي النداء الذي وُجّه الى الى المنظمات الانسانية العالمية والسلطات العراقية، على موقع www.iraqichristians.net ، كحملة لجمع التواقيع للتضامن مع المسيحيين العراقيين وحمايتهم .
الامين العام للامم المتحدة
ممثلي الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي
البرلمان الاوروبي
فخامة رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني
سيادة رئيس مجلس النواب العراقي السيد محمود المشهداني
سيادة رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي
قادة الكتل والاحزاب السياسية العراقية كافة
منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في العراق والعالم
منظمات الدفاع عن حقوق الاقليات القومية والدينية
كل الشرفاء المدافعين عن حقوق الانسان وحريته وكرامته
المسيحيون، الكلدان السريان الأشوريون، في العراق تمتد جذورهم التاريخية الى اكثر من7000 سنة، وهم ورثة اولى حضارات وادي الرافدين التي مدت البشرية والتطور الانساني بالكثير من الانجازات العلمية والمعرفية كالزراعة والري والكتابة وعلم الفلك.
المسيحيون في العراق هم جزء اصيل من النسيج العراقي، ولذلك كانوا سباقين للدفاع عن الوطن وفي العمل من اجل حريته وتقدمه وازدهاره في كل العصور والظروف التي مرت على العراق العزيز.
لقد كان المسيحييون في العراق، بايمانهم الراسخ بالتعايش الاخوي مع اشقائهم من الاديان والقوميات الاخرى، وبقيم التسامح والحوار والمحبة، مصدرا للامان والاستقرار وقوة لتعزيز الاخوة والسلام والوئام في الوطن المشترك.
ورغم ما تعرض له المسيحيين من قتل واضطهاد وقمع وتهجير قسري وتهديد وسلب الاراضي والممتلكات في مختلف العصور، فانهم بقوا متشبثين بالارض والوطن، صامدين، متطلعين بصبر، الى بناء مستقبل مشترك خال من الحروب والارهاب والاضطهاد مع كل العراقيين.
واليوم، وفي ظل الانفلات الامني، وسيادة الفوضى وغياب القانون تصاعدت وتيرة الارهاب المنظم ضد الاقليات الدينية والعرقية. فبالاضافة الى ان المسيحيين والصابئة المندائيين واليزيديين في العراق يتعرضون الى كل ما يتعرض اليه اخوتهم واشقائهم العراقيين الابرياء، فانهم أيضا يواجهون ابشع حملة من القتل والخطف والاستيلاء على الاملاك والبيوتات والطرد والتشريد وسلب الحريات الدينية والاجتماعية من قبل مجموعات دينية متطرفة لكونهم غير مسلمين ليس ألا.
ان الارهاب اليومي المسلط على المسيحيين وغيرهم، والتهديد المستمر باعتناق الاسلام ودفع الجزية او الرحيل والهروب الى المجهول وترك العمل والبيت والاملاك، بمرأى ومسمع السلطات والاجهزة الامنية وسلطات الاحتلال والقوى السياسية الاسلامية والوطنية والمرجعيات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني، التي جميعها لم تحرك ساكنة، قد خيب آمال المسيحيين في هذه القوى. كما ان تفجير الكنائس وذبح رجال الدين المسيحيين يعتبر جريمة بشعة بحق شعب اصيل ومسالم، تستهدف حريته ووطنيته ووجوده على ارضه التاريخية ولا يجوز السكوت عنها.
ان المسيحيين في العراق بحاجة اليوم الى تضامن ودعم ومساندة وحماية من اخوتهم في العراق اولا ومن اخوتهم في الانسانية في جميع انحاء المعمورة.
اننا نهيب بالامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى واعضاء مجلس الامن وكل الخيرين في العالم للوقوف مع المسيحيين في العراق، للتضامن معهم في محنتهم اولا، ولايجاد الحلول الجذرية التي تكفل لهم الامن والاستقرار وحياة حرة كريمة كمواطنين من الدرجة الاولى في وطنهم الام ثانيا.
لذا، نحن الموقعون ادناه، نطالب السلطات والاجهزة الامنية في العراق وجميع القوى السياسية العراقية بتحمل مسؤولياتها في معالجة الوضع الامني عموما، وفي توفير الامان للمسيحيين وغيرهم وحمايتهم وضمان ممارسة حرياتهم الدينية والاجتماعية وحقوقهم القومية.