روما 25 مايو 2007 (ZENIT.org).- يمكننا أن نبني عالمًا أفضل وأن نعطي العولمة طابعًا إيجابيًا عبر وسائل الإعلام، إذا ما اختارت هذه الأخيرة أن تشهد للقيم التي تعطي العولمة معناها.
هذا ما قاله الاب فيديريكو لومباردي مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أثناء جلسة دراسة نظمتها حركة “باكس رومانا” بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الحركة.
خلال الجلسة التي كان عنوانها: “الكرسي الرسولي: وجه آخر للعولمة – وجه يجب إعلانه ونقله”، تحدث الأب لومباردي عن التحديات التي تواجه العاملين في حقل الإعلام، وخصوصًا المسيحيين منهم، في إطار العولمة.
وقدم مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي عناصر تساعد في إعطاء العولمة طابعًا إيجابيًا.
فأشار في المقام الأول إلى ضرورة “الحقيقة”: “من يعمل في حقل الإعلام الاجتماعي، يعرف جيدًا أنه ليس أمرًا بديهيًا قول الحقيقة دومًا والبحث عنها”. وشدد على أن “البحث عن الحقيقة هو واجب دائم وصعب في عملنا في مجال الإعلام، كما هو في حياتنا الشخصية”.
من ناحية أخرى هناك حاجة إلى “نظرة إلى الواقع تحافظ على البعد الروحي والديني”، لأن الواقع لا يقتصر على “البعد المادي”، رغم إصرار الكثيرين على الكلام “حصرًا وأولاً عن أبعاد الحياة المادية” متجاهلين “أهمية أبعاد الحياة الخلقية والروحية”.
وأشار الأب لومباردي إلى أمرٍ آخر تعلمه خلال عمله في الإعلام لدى الكرسي الرسولي وهو “احترام تنوع وغنى الثقافات، بوجه بعض النماذج الثقافية التي تحاول أن تجعل العالم كله متشابهًا، وضد الاستعمار الثقافي الذي يتغاضى عن الفقراء والضعفاء ويحاول أن ينشر نماذج الدول الغنية والقوية”.
علينا “أن نحامي عن التنوع، وعن هوية الشعوب والدول المختلفة، وأن نُفهم الناس أن هذا غنىً يجب تقاسمه بين الجميع”.
وفي هذا المجال، كان يوحنا بولس الثاني “معلمًا عظيمًا”، عندما زاد عدد اللغات التي تتلى فيها تهاني الفصح إلى 60 “معبرًا عن فهمه لهذا الأمر، ومصممًا على التعبير عنه ولو فقط عبر كلمتين، وقد فهمه العالم في ذلك”.
وأشار لومباردي الى أنه على العاملين في الإعلام أن يعملوا لأجل “العدالة” و “السلام”، وأن يقوموا بعملهم “لا لنشر الانقسام بل للاسهام في التوحيد”.
وهناك موضوع آخر يتعلق بالإعلام وهو “موضوع المحبة والرجاء”، لأننا “نعيش في عالم تكثر فيه الأخبار السلبية”، ولكن “هناك أمور جميلة أكثر بكثير وأهم بكثير تجري حولنا” وعلى الإعلام المسيحي أن “يصرّ على نقل الأخبار الجيدة التي تساعد على تقييم الرغبة في الخير الموجودة في أعماق كل منا”.
وختم الأب لومباردي كلمته بالقول: “أعتقد أنه عبر إعلام يعيش وينقل هذه القيم يمكننا أن نساهم في بناء عالم أفضل” وأن “نعطي بالتالي للعولمة طابعًا أكثر إيجابية”.