الكرسي الرسولي: بامكان المؤسسات المتعددة الاطراف والوظائف أن تعطي وجهًا إنسانيًا للعولمة

بحسب نائب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، 29 مايو 2007 (ZENIT.org). – تحدث المونسينيور بارولين، نائب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، بـ “نواقص العولمة” ولكنه اعتبر أن “بامكان الشخص البشري أن يعطيها طابعًا أكثر أخلاقية وإنسانية” جاءت كلماته في إطار مؤتمر حول الكرسي الرسولي والعولمة، اختتم الأسبوع الماضي في روما، وقد نظمته مؤسسة “باكس رومانا” (http://www.paxromana.org)، وهي حركة فكرية كاثوليكية تحتفل في هذه الأيام بالذكرى الستين لتأسيسها في روما. وقال مونسينيور بارولين أنه من الممكن “إجراء الإصلاحات اللازمة في المؤسسات الوطنية والدولية، لكي تسير الديناميات العامة نحو الخير العام، ولا لصالح التكتلات الاقتصادية، وبعض الأفراد وقلة من الدول. واضاف: “نعي اليوم أكثر من أي وقت مضى، مدى تأثر مصائر الشعوب بعضها ببعض، وترابط المشاكل العالمية والدولية، كالبيئة، والفقر، والهجرة، والأمن العام، وحقوق الإنسان”. “ولكن هذا الوعي، غالبًا ما يرافقه استيقاظ الحس القومي والطرفي، الذي يصحبه سعي بعض الدول إلى حل مشاكلها منفردة، حتى ولو أدى ذلك إلى ضرر الشعوب الاخرى”. واعتبر مونسينيور بارولين أن هذا الأمر هو دليل عن نقص في قدرة توجيه المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها. ويرتبط هذا النقص بالدول الكبرى التي لا تستطيع، هي أيضًا، أن تفرض سيطرتها على نتائج ظاهرة العولمة في حدودها الوطنية. “من ناحيتها، – تابع مونسينيور بارولين – لطالما رافقت الكنيسة ظاهرة نمو المؤسسات المتعددة الأوجه لوعيها إلى أن واقع الاعتماد المشترك – وهو ما يمكننا تسميته اليوم باسم العولمة – يمكننا تأمينه عبر المؤسسات الدولية، بشرط أن يكون لهذه المؤسسات سلطة ضرورية، وأن تسعى إلى احترام وضمان المساواة بين الدول الاعضاء”. من “الضروري” أن تكون هذه السلطة العامة الدولية “ثمرة اتفاق لا فرض”، وألا يتم فهمها “كدولة عظمى عالمية”، بل أن تكون مؤسسة “ينظمها القانون، ويوجهها احترام الخير العام وتطبيق مبدأ التعاضد”.  من الضرورة بمكان “أن يكون للاعتماد المتبادل في هذه المؤسسة العالمية، طابعًا أخلاقيًا”. كما وأعاد مونسينيور بارولين اقتراح مفهوم “عائلة الدول” – الذي كان قد عرضه البابا يوحنا بولس الثاني في 5 أكتوبر 1995 أثناء مداخلته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة – لأن مفهوم “العائلة” يعبر عن علاقات تتخطى بعد الفائدة الذاتية البحتة والمصالح الفردية. فالعائلة بطبيعتها هي “جماعة مبنية على الثقة المتبادلة، والدعم المشترك، والاحترام الصادق”، حيث “لا يسيطر الاقوى”، بل تتم “حماية ورعاية الأضعف باهتمام متزايد”. “وتعليم الكنيسة لا يكتفي بالنظر برضى  إلى الأمم المتحدة وحسب” بل “يقدم لها تحديات تدفعها إلى بلوغ المأرب الخلقي الذي هو تأسيس عائلة الشعوب”، لذلك “يجب أن تُعطى الامم المتحدة دورًا سياسيًا وقانونيًا أوسع”، وأن تكون “قوانين وأعمال الأمم المتحدة مطبوعة بثقافة خلقية”. وبالحديث عن دور الكرسي الرسولي، قال مونسينيور بارولين، أن الكنيسة تقدم للامم المتحدة مساهمتها في توطيد ثقافة خلقية، وتشدد على “تحقيق القيم الأساسية من تضامن، وحوار، وسعي إلى التفاهم والتعاون”. وأشار مونسينيور بارولين أن الكرسي الرسولي واثق أنه بامكان المؤسسات المتعددة الوظائف أن تعطي للعولمة وجهًا إنسانيًا، وأن هذا الأمر يتحقق عبر “تطهير الضمائر” وعدة استغلال المؤسسات الدولية لأجل مصالح محلية فقط. كما وشدد أخيرًا على دور المجتمع المدني الذي منه “تتولد الأفكار والتوجهات” التي “تصل بعد ذلك إلى المجالس الدولية وتؤثر غالبًا في مقررا المؤسسات المتعددة الاطراف”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير