غواراتينغويتا، 11 مايو 2007 (ZENIT.org). – في إطار زيارته إلى البرازيل، سيزور البابا بندكتس السادس عشر نهار السبت صباحًا الدار الرئيسية لجماعة "فازنداس دا إسبرانسا" (مصانع الرجاء)، وهي جماعة تعنى بإعادة تأهيل الشبيبة المدمنين، لا على المخدرات فقط، بل على الكحول والمقامرة.
أسس الدار عام 1983 الأخ الفرنسيسكاني هانس ستابل، وتنشط الجماعة الآن في 31 مصنعًا في مختلف أنحاء البرازيل.
يخبرنا الأخ ستابل في هذه المقابلة عن "سر نجاح" الجماعة، بحيث ينجح حوالي 84% من الشبان بالخروج من الإدمان. كما ويتحدث عن الآمال التي يعلقها على زيارة البابا بندكتس السادس عشر.
* * *
ما الذي يميز "مصانع الرجاء"؟ ما هو "سر النجاح" في ما يتعلق بعتق الشبيبة من نير الإدمان على المخدرات؟
الأخ هانس: أعتقد أن سر النجاح الأول يكمن في أننا بسطاء جدًا ولا نقوم بشيء معقّد: نعيش بحسب الإنجيل: نعمل ونفرح بعملنا ونعيش وكأننا عائلة. في كل بيت يعيش ما بين 12 و 14 شاباً، وهذا الأمر يجعل الحوار ممكنًا، ويفسح المجال لتحمل المسؤوليات سوية وتأسيس حياتنا اليومية على كلمة الله، وهذا أمر مهم جدًا.
فكلام الإنجيل ما هو إلا مدرسة حب حيث نتعلم أن نكون حاضرين للآخر. وعندما نتمكن من التحرر من ذواتنا، نكون قد توصلنا فعلاً إلى حل المشكلة.
فما يؤدي بالشبيبة إلى إدمان المخدرات إنما هو سلسلة من القيود النابعة من الأنانية. ما يجب أن نقوم به هو الخروج من الأنانية.
لقد تحدثتم بشكل غير مباشر عن المخدرات كنوع من أنواع الإدمان المختلفة. بشكل عام، كيف يستطيع المرء أن يتحرر من "سجن إدمانه"؟
الأخ هانس: يستطيع عندما يتمكن من الهروب من ذاته. عليه أن يتعلم أن يفكر بالآخرين. وفقط عبر الآخرين يستطيع أن يجد نفسه.
إن نظرة أيامنا هذه التي تسلط الضوء كثيرًا على أنا، أنا، أنا؛ يجب أن أحقق ذاتي أنا... إنما هي نظرة مدمرة. أنا أحقق ذاتي فعلاً عندما أحب الآخرين.
وكيف يتمكن الشباب المقيمون عندكم من القيام بهذه الخطوة الأولى نحو التحرر من ذواتهم؟
الأخ هانس: بمجيئهم إلى الإقامة معنا ببساطة، وتعلم هذا الأسلوب الجديد للعيش على يد الذين يقيمون هنا. بها الشكل يتعلمون هذا الأسلوب من العيش بشكل أوتوماتيكي. ويتم قبولهم بشكل متناغم: حيث يعمل الجميع سوية في الصباح باكرًا، وسوية يحاولون عيش كلمة الله، ثم يتعلمون أيضًا باقي الأشياء.
في بادئ الأمر، عندما يجدون صعوبة، من الممكن الكلام عنها، ولكن دومًا بطريقة عملية؛ لا نعالج الأمور أبدًا بطريقة نظرية. نحن لا نقدم دروسًا أو ما شابه ذلك، فما لدينا هو الحياة المعاشة. وهذا هو السر. يجب أن نباشر بالعيش؛ فالحياة سهلة. وحيث تصبح الأمور معقدة، يعني أن الله لم يعد هناك، بل إن الإنسان يحاول العمل منفردًا.
فالله قال الأمور ببساطة كبيرة: إن الحب الذي تقدمونه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، لي تقدمونه. وعندما نبدأ بالعيش لأجل الآخر نختبر الحب. من يعطي، يلقى القبول؛ ومن يتيه، يوجد من جديد. هذا هو السر.
إن الذين يعيشون هنا، يقومون بهذه الأمور ويختبرون الفرح. وعندما يكون المرء فرحًا، لا يحتاج لشيء آخر.
بالأساس، يقع المرء في شرك المخدرات أثناء بحثه عن السعادة. ويدمن الجنس وغيره من أنواع الإدمان بحثًا عن الفرح، وسعيًا للاستيلاء على شيء ما. ولكن عندما يكون المرء راضيًا، تصبح كل الأشياء نسبية.
الخطوة الأولى إذا هي اتباع نموذج الآخر؟
الأخ هانس: بالضبط، فمثال الآخر، ينقل العدوى، وعندما نقبل بهذا الأمر تصبح جميع الأمور أكثر سهولة.
خلال زيارته للبرازيل، سيزور البابا "مصنع الرجاء" الذي تديرون. ما هي توقعاتكم من هذه الخبرة، ومن زيارة البابا للبرازيل؟
الأخ هانس: الأمر الجميل، فالبابا بعمله هذا يعطي علامة. كأب أقدس هو يقول: سأذهب لزيارة المعزولين، هؤلاء الذين ليسوا مقبولين من الكثير من الناس، بل غالبًا ما يحكم عليهم كأنهم لصوص مهمشين. البابا يأتي لزيارتهم، ولهذه الزيارة قيمة كبرى. بهذا الشكل يترك البابا علامة هامة.
لطالما كانت الكنيسة إلى جانب الفقراء، وهذه هي دعوتها. ما من إيمان دون أعمال. إذا كنت أؤمن بالله ولا أقوم بأعمال محبة عملية، فإيماني مجرد نظريات. وهذا الأمر لا يغير حياتي، ولا حياة من هو حولي.
بمجيئه إلى زيارتنا يمنحنا البابا هذه العلامة. ويقول للشبيبة: أنتم لستم أبناءً ضالين! فالآب السماوي يحبكم! هو يقبلكم وأنتم مهمون بالنسبة لله. تستطيعون أن تكونوا مبشرين وأن تساعدوا الآخرين؛ بامكانكم أن تباشروا حياةً جديدة، لأن مع الله هناك دومًا بداية جديدة.
مختصر القول سيقول لهم البابا ما كتبه في رسالته العامة (DeusCaritas est) "الله محبة": وهذا أمر رائع.