وإلى جانب اهتمامه باللاهوت الثالوثي، كرس غريغوريوس اهتمامًا كبيرًا للحديث عن إنسانية المسيح الكاملة والحقة.
ولخص بندكتس السادس عشر معنى التجسد بحسب غريغوريوس فقال: “لكي يخلص الإنسان بملء جسده، ونفسه وروحه، اتخذ يسوع كل عناصر الطبيعة البشرية، وإلا لما كان خلاص الإنسان قد تم”.
هذا وقاوم النزينزي هرطقة أبوليناريوس، القائل بأن يسوع المسيح لم يتخذ نفسًا عقلية، فعالج المسألة على ضوء سر الخلاص وأتت عبارته الشهيرة التي يستشهد بها المجمع الفاتيكاني الثاني: “ما لم يُعتنق، لم يُشفَ”. فحجة غريغوريوس هي التالية: “إذا لم يكن في المسيح قدرة عقلية، كيف كان بامكانه أن يكون بشرًا؟”. لأن عقلنا كان بحاجة إلى الارتباط بالله وإلى اللقاء به تعالى في المسيح”.
وتابع البابا شارحًا: “بصيرورته بشرًا، أعطانا المسيح إمكانية أن نصبح بدورنا على مثاله”. فالنزينزي يحرض قائلاً: “فلنسع لنكون كالمسيح، لأن المسيح نفسه صار مثلنا: لنسع أن نصير آلهة بواسطته، لأنه هو صار بواسطتنا إنسانًا”.
القديس غريغوريوس اللاهوتي: "فلنسع لنكون كالمسيح، لأن المسيح نفسه صار مثلنا: لنسع أن نصير آلهة بواسطته، لأنه هو صار بواسطتنا إنسانًا"
كاستل غاندولفو ، 22 أغسطس 2007 (ZENIT.org). – تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن القديس غريغوريوس النزينزي فأشار إلى أن أب الكنيسة الكابادوكي قد جعل “نور الثالوث متألقًا من خلال دفاعه عن الإيمان الذي أعلنه مجمع نيقيا” أي “إله واحد في ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر ومتمايزة – آب وابن وروح قدس -، و “نور ثلاثي في تألق واحد” بحسب تعبير النزينزي.