* * *
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
في الاحد الثامن عشر من الزمن العادي، تحرضنا كلمة الله على ان نفكر حول كيفية التعامل مع الخيور المادية. الغنى، ومع انه يعتبر بحد ذاته خير، ولكنه لا يمكن اعتباره الخير الاسمى. ففوق كل شيء، لا يمكن للغنى ان يقدم لنا الخلاص، حتى انه يؤدي بعض الاحيان إلى حرماننا من الخلاص. لذا نرى المسيح في انجيل اليوم يحذر تلاميذه من هذا الخطر.
من الحكمة و الفضيلة عدم تعلق القلب بخيور هذا العالم المادية، لانها كلها زائلة، يمكن لكل امر بان ينتهي فجأة. يجب علينا نحن المسيحيين ان نفتش بلا كلل عن الكنز الذي يوجد في " الامور التي في العلى حيث المسيح قد جلس عن يمين الله". هذا ما يذكرنا به اليوم القديس بولس في رسالته إلى أهل قولسي، مضيفا بان حياتنا " محتجبة مع المسيح في الله"(قو 3،1-3).
هكذا يدعونا الاحتفال بعيد تجلي السيد، الذي يصادف نهار الغد، إلى أن نحول نظرنا نحو العلى، نحو السماء. هكذا فقد اعطانا النص الانجيلي لتجلي الرب علامة نبوية، تؤهلنا كيما نحول نظرنا نحو ملكوت القديسيين حيث نحن ايضا مدعوون للمشاركة في مجد الرب، بعدما ان ننهي حياتنا هذه الارضية، وهذه المشاركة تكون كاملة و نهائية. عندئذ يتحول الكون ويتمم مشروع الله الخلاصي. ان يوم الاحتفال بعيد التجلي يبقى مرتبطا بذكرى الراحل البابا بولس السادس، حيث انه بمثل هذا اليوم عام 1978 اتم حياته الارضية وانتقل الى بيت الاب. ان ذكرى البابا الراحل تدعونا كيما ننظر نحو السماء وان نخدم الرب والكنيسة بايمان كما فعل هو خلال سنين ليست بسهلة من القرن الفائت.
تعطينا هذه النعمة مريم العذراء، إذ نعيد اليوم ذكرى تأسيس بازيليك مريم العظمى. كما هو معلوم انها كانت اول كنيسة للعذراء في الغرب واعيد بناؤها عام 432 ايام البابا سيكتوس الثالث بعد مرور عام على اعلان عقيدة مريم والدة الله في مجمع افسس. قد شاركت العذراء، واكثر من اي خليقة، في سر المسيح، وهي تقوينا في نمو ايماننا كيما نتغلب على الخطيئة و الأنانية.
ترجمة وكالة زينيت العالمية (ZENIT.org)
حقوق الطبع محفوظة: دار النشر الفاتيكانية – 2007
DERNIÈRES NOUVELLES
Aug 17, 2007 00:00