الفاتيكان، 30 نوفمبر 2007 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الرسالة التي بعث بها البابا بندكتس السادس عشر لبطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، بمناسبة عيد القديس أندراوس، سلّمها إليه الكاردينال فالتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين.

 
إلى قداسة برتلماوس الأول

رئيس أساقفة القسطنطينية

والبطريرك المسكوني

إن عيد القديس أندراوس الرسول، شقيق بطرس وشفيع البطريركية المسكونية، يمنحني الفرصة لأطلب لقداستكم فيض بركات الله وغزير نعمه الروحية.

"افرحوا دائما في الرب، وأقول لكم أيضاً، افرحوا"

(فيليبي 4،4)

إن كلمات الرسول بولس هذه تساعدنا على مشاركة بعضنا البعض فرح هذه المناسبة. إن عيد القديس أندراوس، كعيد القديسين بطرس وبولس، يسمح لنا بالتعبير عن إيماننا الرسولي المشترك، عن وحدتنا في الصلاة وعن التزامنا المشترك لتوطيد الشركة بيننا.

ستشارك بعثة من الكرسي الرسولي، يرأسها أخي الموقر الكاردينال فالتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، في الليتورجية الإلهية التي تترأسها قداستكم مع أعضاء من السينودس المقدس. أذكر مشاركتي العام الماضي في الاحتفال بهذا العيد في البطريركية المسكونية، وأتذكر بشكر عميق الاستقبال الحار الذي لقيته في تلك المناسبة.

إن ذلك اللقاء، ووجود موفدي هذا العام في الفنار، وزيارة بعثة من كرسي القسطنطيطية الى روما بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس، جميعها لقاءات تؤكد على علامات تفاهم حقيقي بين كنيستينا لبلوغ شركة أعمق، تعززها العلاقات الشخصية الصادقة والصلاة وحوار المحبة والحقيقة.

نشكر الله على لقاء اللجنة المشتركة في رافينا، المدينة التي تنطق معالمها بالتراث البيزطي القديم الذي أورثتنا إياه كنيسة الألفية الأولى غير المنقسمة. فليلهم جمال تلك الفسيفساء أعضاء اللجنة المشتركة لتواصل مهمتها الهامة بعزم متجدد، بأمانة للإنجيل والتقاليد، متنبهة دوماً لإلهامات الروح القدس في الكنيسة اليوم.

وفي الوقت الذي لم يعبر فيه لقاء دافينا دون مشقات، أصلي لإيجاد الحلول، كيما تكون هناك مشاركة كاملة في الدورة الحادية عشرة للجمعية العامة، تصدر عنها مبادرات تهدف الى مواصلة الحوار اللاهوتي بمحبة وتفاهم متبادلين. بالفعل، إن عملنا من أجل الوحدة هو حسب مشيئة المسيح ربنا. وفي سنوات مطلع الألفية الثالثة هذه، علينا تكثيف الجهود إزاء التحديات الكثيرة التي يواجهها جميع المسيحيين، والتي علينا الرد عليها  بصوت واحد وقناعة واحدة.

 
أود أن أؤكد لكم مجدداً عن التزام الكنيسة الكاثوليكية في  تغذية العلاقات الكنسية الأخوية ومواصلة الحوار اللاهوتي، بغية المضي قدماً نحو الشركة التامة، كما جاء في الإعلان المشترك الذي صدر العام الماضي في ختام زيارتي الى قداستكم.

مرة أخرى، نعود الى كلمات القديس بولس الى مسيحي فيليبي، والتي يحثهم فيها على السعي الى الكمال من خلال الاقتداء بالمسيح، ويذكرهم بأن يلازموا خط سيرهم حيث بلغوا (فيليبي 3، 16).

بهذه المشاعر الأخوية في الرب، أعانق قداستكم وجميع أعضاء السينودس المقدس. كما وأحيي أيضاً المؤمنين الأورثوذكس، سائلاً الله أن يمنحهم سلامه ونعمه.

 
من الفاتيكان، 23 نوفمبر 2007

بندكتس السادس عشر

(ترجمة طوني عساف)