روما، 12 نوفمبر 2007 (Zenit.org) – يسجل جرس صغير أهداه البابا يوحنا بولس الثاني مرور الوقت في أول دير كاثوليكي على أرض الكنيسة الروم أرثوذكسية. "ماتير يونيتاتيس" يستقبل راهبات الدير في مدينة بياترا نيانت.

حصل البابا البولندي على الجرس عام 2000 كهدية من رئيس هنغاريا. إنه نسخة عن الجرس نفسه الذي أمر البابا بيوس الخامس بأن يرن لشكر السيدة العذراء في 7 أكتوبر عام 1571 بعد تحقيق النصر في ليبانتو.

بعد أكثر من 4 قرون، عبّر رنين ذلك الجرس عن لحظة مصيرية أخرى في تاريخ المسيحية. فقد افتتح دير البندكتينيات الشهر الماضي بتاريخ 7 أكتوبر.

أطلق مشروع إنشاء الدير عام 1994. فقد زار الأسقف بيترو غيرغل من لاسي في رومانيا الأم ماريا كريستينا بيرو في دير القديس أندرو الرسول في فروسينون في إيطاليا لينقل إليها رغبته ببناء دير في رومانيا بنفس جمال ديرها.

وعلقت الأم كريستينا لزينيت: "رغم فقرنا الشديد، عملت الراهبات الإيطاليات على تحقيق هذا الحلم. ويعود الفضل في ذلك أيضاً إلى الأسقف باولو دي نيكولو والعديد من المحسنين، وعلى الأخص الإيطاليين، الذين آمنوا بمشروع راهبات دير الحبيس.

 الاستعداد للتضحية:

روت الأم ماريا كيف صلت الراهبات لسيدة لوريتو مساعدتهن. وقلن للسيدة العذراء: "تعرفين أننا تلقينا دعوة لإنشاء دير لكنك تدركين أيضاً أننا لا نملك الشباب أو المال لبناء الدير. لكننا مستعدات لتقديم أي تضحية، وإذا أردت هذا الدير، سوف تحظين بالمال والدعوات".

بعدها بثلاث عشرة سنة، أنشئ الدير.  وهو يقع بين ثلاثة أديرة أرثوذكسية. وعلقت الأم قائلة: "رأينا في ذلك يد الله".

تحدث البابا يوحنا بولس الثاني عن المشروع واصفاً إياه بأنه "مبادرة إلهية" وتنبأ بأن الدير قد يتحول إلى "قوة مركزية ذات حيوية روحية تعتمد على روح القديس بندكتس".

تعقيدات:

واجهت الراهبات مخاطر عدة عندما أردن دفع ثمن الأرض وبناء الدير. ففي 30 يونيو 1997، عبرت الأم ماريا كريستينا الحدود حاملة المال الضروري لإكمال المفاوضات.

 وأخبرتنا الأم أنه لو تم إيقافها عند دخولها رومانيا، لكانوا أخذوا منها المال كله. وشرحت قائلة: "في هذا الزمن، كنت لأحول المال، لكن حينها لم يكن هناك مصرف يعتمد عليه. عندما غادرت المحطة الحدودية، وضعت نفسي بين يدي يسوع وسيدة الوحدة وملاكي الحارس وكل القديسين والأرواح في المطهر".

 سار كل شيء على ما يرام لكن مشاكل أخرى ظهرت في الواجهة. فقد أخبرتنا الأم كريستينا أنه: "بسبب عدم استقرار الحكومة الرومانية، خشينا ألا يمنحوا الراهبات الكاثوليكيات، وخصوصاً الراهبات الأجنبيات، الإذن ببناء الدير في بلد أرثوذكسي".

 وأضافت: "نصحوني ألا أتحدث عن المشروع. فانتشرت شائعة بأن الرعية اشترت أرضاً لبناء منزل راحة للكهنة".

 لكن بما أن الضرائب كانت مرتفعة، اقترحوا علينا شرح هدف البناء. الأديرة الأرثوذكسية لم تكن تدفع إلا القليل أو لا شيء تقريباً. فأبلغنا الأسقف أننا اخترنا اسماً للدير: مركز سيدة الوحدة الرهباني، الذي منحته الحكومة سجلاً قانونياً عام 2002".

 الوحدة المستقبلية:

 اليوم، أصبح الجميع يعرفون أنه دير بندكتيني يدعى "ماتير يونيتاتيس". وأكثر من ذلك، قام مجلس المدينة بعد أول نذر للأخت ماريا لوريتانا بالاسين عام 2003 بوضع إشارة طريق ترشد إلى مكان الدير واسمه بالرومانية "مايكا يونيتاتي".

 وفوقها إشارة أخرى تدل على دير بيزيريكاني الأرثوذكسي القريب. هل هذه صدفة؟ سألت الأم كريستينا والابتسامة تعلو وجهها. "نعتبر ذلك إشارة للوحدة التي سوف تتحقق يوماً ما بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية".