وللمناسبة، استقبل البابا بندكتوس الـ16 قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي بالفاتيكان مسؤولي ومرشدي حركة العائلات الجديدة ووجه لهم كلمة في هذا اليوم المصادف عيد تأسيس الحركة التي تعد زهاء 800 ألف عائلة موزعة على 182 بلدا ونوه بمؤسِّسة الحركة كيارا لوبيخ التي لا تزال، “بحكمة وارتباط صلب بالكنيسة، تقود عائلة الفوكولاري الكبرى”.
وسلط البابا الضوء على خدمة الحركة في عالم العائلات التي وصفها بالعمل الرعوي الهام والآني، المبني على أربع توجهات: “الروحانية، التربية، الاجتماعية والتضامن” وشدد على التزامهم في التبشير الصامت والعميق بهدف الشهادة على أن “وحدة العائلة، عطية الله المحبة، قادرة وحدها على جعل العائلة مهد حب ومنزل استضافة الحياة ومدرسة فضائل وقيم مسيحية للبنين”.
وأشار الأب الأقدس إلى أن هذه الحركة “تعمل بهدي العناية الإلهية وسط عالم يعج بالمشاكل والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وتشكل علامة رجاء وتشجيع للعائلات المسيحية كي تكون فسحة مفضلة تعلن فيها مركزية لقاء يسوع المسيح وحفظ إنجيله بأمانة”.
وسطر الأب الأقدس أهمية سبيل الزهد والعمل الرعوي الذي طبع لقاء العائلات الذي حمل عنوان: “بيت مشيد على الصخر- الإنجيل المعاش، جواب على مشاكل العائلة اليوم”، قائلا إن “السر يكمن تحديدا في عيش الإنجيل” عبر الصلاة والتعمق في كلمة الله والإصغاء لشهادات تشيد بفعل الروح القدس في القلوب وفي حياة العائلة في ظروفها المعقدة والصعبة، كتردد الخاطبين أمام خيارات المستقبل النهائية، أزمات الأزواج، حالات الهجر والطلاق والمساكنة، وضع الأرامل، العائلات المعوزة، وإيواء القاصرين المشردين.
وتمنى البابا أن يسهم التزام الحركة في خلق “استراتيجيات رعوية قادرة على مواجهة الحاجات المتنامية للعائلة المعاصرة والتحديات المتنوعة المعرضة لها، بموازاة رسالتها الخاصة في الكنيسة وفي المجتمع”.
وذكر الحبر الأعظم بالإرشاد الرسولي ما بعد السينودس للبابا يوحنا بولس الثاني حول “المؤمنين العلمانيين” الذي يؤكد أن “الأزواج والعائلة هم الفسحة الأولى لعمل والتزام المؤمنين الاجتماعي” وعلى هذا الأساس، ولتمام دعوتها، على العائلة أن تستمد قوتها من نعمة السر الذي أسسه المسيح لتمتين الحب بين الرجل والمرأة، حبِ بذل الذات، حبٍّ شديد متبادل وعميق”.
وأكد البابا على أن العائلة هي “مكان مقدَّس ومقدِّس” إذ تدعمها الكنيسة عن كثب في رسالتها التي تحوطها تهديدات داخلية وخارجية. ولكن المعونة الإلهية هي خير داعم للعائلة المسيحية المتطلعة إلى “العائلة المنزلية، العائلة المقدسة” التي تشكل النموذج الأول والمثال لكل العائلات المسيحية.
ولفت إلى أهمية الصلاة والإصغاء لكلمة الله والحياة الأسرارية العميقة في قلب كل عائلة إضافة إلى الاجتهاد في عيش وصية المسيح في الحب والغفران، قائلا للأزواج والعائلات: “تابعوا مسيركم وكونوا شهودا لهذا الحب الذي يجعلكم قلب وخميرة حركة العائلات الجديدة جمعاء.
وفي ختام كلمته إلى مسؤولي ومرشدي حركة العائلات الجديدة في ذكرى تأسيسها 40 منح الأب الأقدس جميع الحاضرين بركته الرسولية.
البابا يوجه خطابا إلى مسؤولي ومرشدي العائلات الجديدة التابعة لحركة فوكولاري: أكملوا مسيركم وكونوا شهودا للحب
الفاتيكان، 4 نوفمبر 2007 (ZENIT.org). – عن إذاعة راديو الفاتيكان – في الذكرى 40 لتأسيس حركة العائلات الجديدة وهي فرع من حركة الفوكولاري، انعقد الأسبوع المنصرم لقاء في مركز ماريابولي ببلدة كاستل غاندولفو تحت عنوان: “بيت مشيد على الصخر- الإنجيل المعاش، جواب على مشاكل العائلة اليوم” تطرق فيه المؤتمرون إلى دور وإسهام العائلات المسيحية الملتزمة في المجتمع والعالم.