روما، 7 نوفمبر 2007 (Zenit.org) – عند عرض المسلسل التلفزيوني القصير “يسوع الناصري” منذ 30 عاماً، شكر البابا بولس السادس شخصياً فرانكو زيفيريلي على عمله لكن المسلسل نجح فقط بفضل مساعدة البابا، وفق ما قاله المخرج.
في محاضرة ألقاها زيفيريلي بتاريخ 25 أكتوبر بمناسبة السنة الأكاديمية الجديدة في الجامعة اللاترانية الحبرية، ذكّر بما حصل وراء الكواليس خلال تصوير مسلسل “يسوع الناصري” ومدته ست ساعات.
خلال فترة شبابه، درس زيفيريلي في دير القديس مارك في فلورنسا. وهناك، زار الكاردينال جيوفاني مونتيني الذي كان حينها رئيس أساقفة ميلانو والبابا المستقبلي بولس السادس مجموعة من الشباب الجامعيين المسيحيين الذين يساعدون مؤسسة العمل الكاثوليكي. فقد تعرف زيفيريلي على البابا المستقبلي في كليته.
فالكاردينال مونتيني كان يزور الكلية مراراً ليقضي من كان يدعوه “أسعد لحظات نهاره”.
وروى المخرج البالغ من العمر 84 عاماً كيف قال له البابا الذي كان يدرك تطلعات الشاب السينمائية مازحاً: “في عصر مختلف، ما كنا لنقبل دفنك في أرض مكرسة لكن الكنيسة تغيرت اليوم إلى حد أننا نرحب بك كوسيلة لنشر الأفكار الجيدة والأمل”.
لاحقاً قال زيفيريلي أن البابا هو الذي” تمكن عبر نفوذه الكتوم من إنجاح “يسوع الناصري” رغم بعض الصعاب. وفي النهاية، أعطي الأمر: “زيفيريلي أو لا أحد”.
مهنة زيفيرلي:
كمخرج إيطالي بدأ مهنته وتقدم فيها، قال أنه أدرك “السلاح الذي بين يديه وكيف يمكن أن يكون مصيرياً بالنسبة لآلاف الناس سواء للخير أم للشر”.
وأضاف: “عندما تكون لديك إمكانية تشجيع الناس المتألمين على توسيع آفاق آمالهم، تشعر بمسؤولية أكبر منك كرجل بسيط”.
“يسوع الناصري” هو أحد الإنتاجات الاثني عشر التي أخرجها زيفيريلي.
وأكد زيفيريلي أنه منذ بداياته، تلقى رسائل الشكر والتعاطف من دون توقف. وروت بعض الرسائل قرار الاستجابة للدعوة للتكرس بفضل الإلهام الذي قدمه الفيلم.
فكان جواب المخرج: “لقد فعلت ما كان علي فعله كمسيحي في أعماق روحي”.
النجاح:
وفق زيفيريلي، تقدم “يسوع الناصري” كما لو أن “الرياح كانت تجره قدماً”.
وذكر المخرج أن ليز تايلور كانت سوف تلعب دور مريم المجدلية لكنها مرضت فاستبدلت بآن بانكروفت. قبلت الممثلة أجراً أقل مما اعتادت عليه فوفرت المال على المنتجين.
وتذكر زيفيريلي أيضاً دور الأسقف بيتر روسانو، الرئيس السابق للجامعة اللاترانية الحبرية الذي شارك كمستشار في التحضيرات والتصوير في المغرب.
أكد زيفيرلي أن إيمانه تجدد من خلال الفيلم ووصف إحدى اللحظات بشكل خاص: “خلال مشهد العشاء الأخير، ساد الصمت المطلق والروحية العميقة في الغرفة بينما احتدمت عاصفة رملية في الخارج. واضمحلت اللحظة السحرية بسبب بكاء العاملين معي.
“فكرت أنه هناك طاقة خارجنا استدعيت لجعل تلك اللحظة كاملة. وبالفعل، كان المشهد من أجمل لحظات الفيلم وأكثرها تأثيراً”.
وأضاف: “شعرنا بوجود قوة خارقة تقودنا ولذلك، عرف الجميع أن ما نقوم به كان في غاية الأهمية”.
شكراً جزيلاً
تحدث زيفيريلي عن اللحظة التي عبر فيها البابا عن امتنانه للفيلم: “عندما قابلني البابا بولس السادس في جلسة خاصة بعد مشاهدة الفيلم عام 1977، شكرني وسألني بما يمكن أن تخدمني الكنيسة. فأجبته: “أود إيصال الفيلم إلى روسيا أيضاً”.
فنظر إلي وتنبأ قائلاً: “تحل بالإيمان: قريباً، سوف يرفرف علم السيدة العذراء فوق الكرملين بدلاً من العلم الأحمر”.
“وفي 8 ديسمبر 1991، يوم عيد الحبل بلا دنس، استبدل العلم الأحمر الذي يحمل رسم المنجل والمطرقة الذي رفرف فوق الكرملين لعقود بعلم الاتحاد الروسي”.