بندكتس السادس عشر: "شهادة المؤمنين هي قناة لمحبة الله"

في رسالته إلى الجلسة العامة 12 للأكاديميات الحبرية في الفاتيكان

Share this Entry

الفاتيكان، 9 نوفمبر 2007 (ZENIT.org). – شهادة المؤمن المتماسكة تؤهل الآخرين لفهم محبة الله، ولهذا السبب من الضروري إظهار نموذج الشهداء المسيحيين.

هذا ما جاء في الرسالة التي وجهها البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس رسالة إلى الأسقف جان فرانكو رئيس المجلس الحبري للثقافة، لمناسبة انعقاد الجلسة العامة 12 للأكاديميات الحبرية في الفاتيكان تحت عنوان “شهود محبته” استنادًا على الإرشاد الرسولي “سر المحبة” (Sacramentum Caritatis) التي”أردت فيها – قال البابا موضحًا – أن أشدد مرة أخرى على الرباط الجوهري القائم بين الاحتفال بالأسرار الإلهية وشهادة الحياة، بين خبرة اللقاء مع سر الله، منبع الدهشة والسعادة الداخلية، ودينامية التزام جديد يرفعنا إلى أن نكون، بالتحديد، “شهودًا لمحبته”.

تشكل هذه المناسبة المرة الأولى التي يترأس فيها رافازي الجلسة العامة للأكاديميات الحبرية، منذ تعيينه إلى منصب رئيس المجلس الحبري للثقافة، ورئيس مجلس التنسيق بين الأكاديميات الحبرية، وهي هيئة أقامها البابا يوحنا بولس الثاني.

وأشار البابا إلى أن هذا اللقاء الذي ينعقد سنويًا، يشكل مناسبة مميزة للتعاون بين الأكاديميات البابوية لتنسيق المبادرات المتعددة والهادفة “لتعزيز ثقافة تليق بالوجود البشري مطعمة بالإيمان وقادرة على تقديم جمال الحياة المسيحية، والإجابة بشكل لائق على التحديات الكثيرة في الإطار الثقافي والديني”.

وبين البابا أن منبع الشهادة هو يسوع، الشاهد “الأمين والصادق” الذي أرسله الآب إلى العالم “لكي يشهد للحق”.

انطلاقًا من هذه النقطة الرئيسية، “علينا أن نقتنع بأن الشهادة المتماسكة والأكيدة التي يقدمها المؤمنون هي السبيل الذي من خلاله يرتبط حب الله بالبشر في التاريخ، إذ يدعوهم إلى قبول هذه الجدة الجذرية بحرية تامة”.

وذكّر بندكتس السادس عشر بما جاء في براءة تحضيرات اليوبيل الكبير للبابا يوحنا بولس الثاني الذي كتب:”إن تذكار الشهداء هو علامة دائمة لحقيقة المحبة المسيحية”، وتابع القول أنه من الضروري عرض مثال شهداء الأمس والحاضر، لأنه في حياتهم وشهادتهم، التي تصل حتى “سفك دمائهم، تظهر بشكل سامٍ محبة الله”.

كما وأثنى البابا على أعمال المحبة والأعمال الخيرية التي تشكل “شهادة فائقة العادة لما يمكن لمحبة الله أن تقوم به، عندما يقبلها قلب الإنسان”، حيث تلتزم أعدادٌ كبيرة من المؤمنين، تدفعهم محبة المسيح، في تعزيز مبادرات المحبة والمؤسسات الخيرية من أجل تلبية حاجات أفقر الفقراء و “إظهار الرباط الوثيق غير المنفصم بين محبة الله ومحبة القريب”.

وفي ختام الرسالة، التي تلاها بالنيابة عنه رئيس الأساقفة فرناندو فيلوني، ممثل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، أوكل الأب الأقدس المشاركين إلى شفاعة القديسين الشهداء، شهود محبة الله وإلى حماية الطوباوية مريم العذراء، أم المسيح وسلطانة الشهداء، مانحا الكل بركة رسولية خاصة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير