(روبير شعيب)
الفاتيكان، 28 نوفمبر2007 (ZENIT.org). – تابع الأب الأقدس بندكتس السادس عشر للأسبوع الثاني على التوالي الحديث عن آباء الكنيسة السريانية، فبعد أن تحدث الأسبوع الماضي عن أفرهاط الحكيم الفارسي، توقف اليوم في كلامه على القديس افرام السرياني.
وباشر البابا التعليم محاولاً أن يبدد الرأي السائد اليوم، والذي يقوم على اعتبار “المسيحية دينًا أوروبيًا، قام بنشر ثقافة هذه القارة في دول أخرى”. وذكر البابا أن “جذور الدين المسيحي هي في العهد القديم” وبالتالي، تشكل أورشليم والأراضي المقدسة والعالم السامي الأرضية التي نشأت فيها المسيحية.
وإلى جانب نمو المسيحية الغربية، في حضن الثقافة اليونانية واللاتينية، ملهمة الثقافة الأوروبية لفت البابا إلى أن المسيحية امتدت باتجاه الشرق، “وصولاً إلى بلاد الفرس، والهند، وأسهمت بذلك في قيام ثقافة خاصة، ساميّة اللغة، ذات هوية خاصة”.
ويشكل القديس افرام السرياني، الذي ولد في نصيبي نحو العام 306 في عائلة مسيحية، وهو “أكبر ممثل للمسيحية السريانية وقد تمكن أن يوفق بين دعوته كلاهوتي وكشاعر”.
هذا و اعتبر البابا أن حياة افرام الذي بقي شماسًا طيلة حياته وقد عانق البتولية والفقر “تُظهر في خصوصية تعبيره الثقافي الهوية المسيحية المشتركة والأساسية: الإيمان والرجاء – هذا الرجاء الذي يؤهل المرء أن يعيش فقيرًا وعفيفًا في هذا العالم، واضعًا كل تطلعاته في الرب – وأخيرًا المحبة، وصولاً إلى هبة الذات في عنايته بمرضى الطاعون”.
وبعد أن استعرض البابا بعض أشعار القديس افرام علق بالقول: “إن شخصية افرام هي آنية بالكلية بالنسبة لمختلف الكنائس المسيحية. نكتشفه في المقام الأول كلاهوتي، يتأمل انطلاقًا من الكتاب المقدس، بشكل شعري، في سر خلاص الإنسان الذي حققه المسيح، كلمة الله المتجسد”.
وفي الختام أشار بندكتس السادس عشر إلى الأهمية التي كان القديس يعطيها للكون والخليقة، فهي مرآة الله، إذ “ما من شيء معزول في العالم، والكون، إلى جانب الأسفار المقدسة، هو كتاب الله المقدس” و الإنسان “من خلال سوء استعمال حريته، يسبب الخلل والفوضى في الكون”.
