لنتأمل مع بندكتس

Share this Entry

الرابع عشر من فبراير

 روما، االخميس 14 فبراير 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من فبراير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

 أربعون يوماً من الإستعداد

 في الأيام الأربعين التي نستعدّ فيها لعيد الفصح المجيد، نحاول التفلّت من الوثنية التي تثقل كاهلنا ولا تنفك تبعدنا عن الله، لننطلق في رحلتنا نحوه من جديد. كذلك أيضاً، فإننا في بداية تقديس القربان المقدس، عند اعترافنا بالخطايا التي اقترفناها، نسعى في كل مرة إلى سلوك هذا الدرب مجدداً، إلى أن نشرع في رحلتنا، ونتوجه إلى الجبل حيث تتجلى كلمة الله وحضوره… وحريّ بنا أن ندرك أن  أعظم الأمور لا تحدث إلا في قلب الأمور الصامتة والخفية إلى درجة أننا بالكاد نلاحظها، وهناك فقط يصبح الإنسان على صورة الله ويتألق العالم بمجد الله من جديد. فلنطلب من الله أن يمنحنا القدرة على التفاعل مع حضوره اللطيف؛ ولنطلب منه أن يساعدنا كي لا تُصمّ آذاننا أو تحجّر قلوبنا جرّاء ضوضاء هذا العالم الصاخب، فنعجز عن الشعور بوجوده بيننا. ولنطلب منه أن يُسمعنا صوته العذب، ونرافقه ونكون في الخدمة معه وفي طريقه، حتى يكون ملكه على هذه الأرض… إنّا نشبه الله، ونحيا من الله، على صورة الله، بانتهاجنا نمط عيش المسيح، الذي تنازل عن ألوهيته ليصبح واحداً منا، بذل نفسه وما انبرى يبذلها في كل حين… أٌقولها مجدداً: بدأبنا اليومي على ممارسة هذه  الفضائل الصغيرة نتغلّب على مرارتنا وعلى نقمتنا على الآخرين وعلى رفضنا تقبّل اختلاف الآخر… وبها أيضاً ننفتح على بعضنا البعض الآخر في الغفران. فـ”التواضع” هو الجانب الملموس والحسي لتماثلنا مع المسيح وعيشنا على صورة الله كمثاله… هو الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يعلّمنا أن نبذل أنفسنا له ولبعضنا البعض الآخر.

 

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير