الثاني من يونيو
روما، الاثنين 2 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني من يونيو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
المعمودية والمعنى
تسهم المعمودية أيضًا في منح معنىً لحياة الإنسان، معنىً يتخطى البعد البيولوجي ويسمو عليه، فيصبح لهذه الحياة مبررًا للعيش. في زمن مثل زمننا، حيث يبدو المستقبل داكنًا، يتولد السؤال عما إذا كان أمرًا أخلاقيًا أن نأتي بأحد ما إلى العالم، وبالتالي أن نضع على عاتقه مسؤولية مستقبل لا يمكن أن نكون فيه إنسانيين حقًا. وبالواقع، إذا كنا لا نعرف ما إذا كان هناك معنىً في أن نكون بشرًا، فهبة الحياة يمكن تبريرها فقط إذا ما وهبنا الشخص الجديد شيئًا أكبر من الحياة البيولوجية. إذا كان بامكاننا أن نهبه، مع هذه الحياة، معنى نعرف أنه أقوى من كل ظلام التاريخ. هذا هو كنه المعمودية، الذي يدخل الإنسان في الصداقة مع المسيح. بهذا المعنى، يتم تبرير معمودية الأطفال. وتضحي مسألة مختلفة بالطبع عندما لا تنمو المعمودية في حضن رتبة الموعوظين. إذا ما بات هناك أشخاص يتمسكون بالمعمودية فقط كتعبير طقسي، فعندها، يطرح السؤال نفسه عن معنى هذه المعمودية في صميمها. المعمودية هي في الواقع أكثر بكثير من طقس يمنح العضوية في جماعة، كما يفهمها البعض في أيامنا. إنها عملية ولادة، ومن خلالها تتشرع أبعاد جديدة في الحياة.