الرابع من يونيو
روما، الأربعاء 4 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع من يونيو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الليتورجية: رباطنا بالسماوات
يمثل مطلع البشرى السارة باقي ما تتضمنه؛ وأن يتلفظ به المرء هو بمثابة نفخ الروح القدس لكي يشرك الرياح الأربعة، مالئًا إياها ومحولاً إياها إلى جوهر الخير. بهذا الشكل يتم إعلان العالم كموضع كلمة الله الخلاقة؛ يتم إخضاع المادة لقوة الروح. لأن المادة أيضًا هي مخلوقة، وبالتالي هي حقل عمل لقوة نعمته. بالمقام الأخير، إنما نحن نتلقى من يديه خبز الأرض بالذات. ما أجمل الربط بين الخبز الافخارستي الجديد وخبزنا اليومي! الخبز الافخارستي يضفي بركته على الخبز اليومي، وكل رغيف من هذا الأخير يشير بصمت إلى ذلك الرب الذي أراد أن يكون خبزنا جميعًا. ولذا فالليتورجية تفتح آفاقنا على حياة كل يوم، على الحياة الأرضية واهتماماتها؛ وهي تتخطى حدود الكنيسة لأنها تضم بالواقع السماوات والأرض، الحاضر والمستقبل. ما أشد احتياجنا لهذه العلامة! الليتورجية ليست هواية فردية لجماعة محددة؛ إنها رباط يجمع السماوات والأرض معًا، إنها تتعلق بالجنس البشري في علاقته مع العالم المخلوق بأسره. في زياح عيد جسد الرب، يتم تجسيد رباط الإيمان بالأرض، وبالواقع بأسره، “بشكل جسدي”، عبر عمل المسير، ودوس الأرض، أرضنا.