التاسع من يونيو
روما، الاثنين 9 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع من يونيو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الصلة بين الفرح والموت
ما من شيء يستطيع أن يجعل الإنسان يضحك ما لم يكن هناك جواب على الموت. وبالمقابل، إذا كان هناك جواب على الموت، فعندها يضحي الفرح الأصيل ممكنًا – والفرح هو ركيزة كل احتفال. إن الافخارستيا في جوهرها هي الجواب على مسألة الموت، لأنها اللقاء مع ذلك الحب الذي هو أقوى من الموت. عيد جسد المسيح هو تفعيل لهذا البعد المحوري في السر الافخارستي. مرة في السنة يبين هذا العيد عبر تعبير علني من الفرح لظفر المسيح، بينما نرافق المنتصر في مسيرة ظافرة عبر الشوارع. دون أن نقلل من أولية القبول المتمثلة بهبة الخبز والخمر، يبين هذا العيد، وللمرة الأولى، معنى “القبول”، أي أن نهب الرب الاستقبال اللائق بالمنتصر. أن نقبله يعني أن نعبده؛ أن نقبله يعني أن نتجرأ أن نقوم بكل ما بوسعنا… إن القوة التي تحمل هذا النهار لا يمكن أن تكون إلا قوة فرحه هو. الوحدة لا تتحقق عبر الجدل، ولا عبر البراهين الأكاديمية بل عبر تألق فرح الفصح… يؤدي هذا الأمر إلى لب إنسانيتنا، التي تتوق إلى الفرح بكل جوارحها. ولذا فرح الفصح هو أساسي لكل نشاط مسكوني وإرسالي؛ هذه هي النقطة حيث يجب على المسيحيين أن يلتقوا. وهذا هو أيضًا الهدف من عيد جسد الرب… لندع الجمال يشع بكل تألقه عندما نأتي لنعبّر عن فرح الأفراح. الحب أقوى من الموت؛ الله حاضر في وسطنا بالمسيح يسوع.