أيبدو الحوار بين الأديان إذاً قيماً وجوهرياً؟
“الله ينظر إلى المسلمين بتقدير”، كما هو مكتوب في الوثيقة. إن أردنا الحوار معهم، فلا يكفي فقط أن ننكب على أسئلة مذهبية لا بل أيضاً أن ننظر إليهم نظرة احترام. وأحد الأهداف الأساسية للعلاقات بين الأديان هو تشجيع التعايش والسلم. يؤدي الحوار إلى إعادة تحديد ما يشكل جوهر الإيمان. والتفكير الخاطئ يكون عند اعتباره لا يتطرق إلا إلى القواسم المشتركة وليس إلى الفوارق. ففي الحوار الحقيقي، يؤدي اختلاف الآخر إلى إعادة تأكيد ما هو مهم بالنسبة إلي، ليس بالتناقض ولكن كأمر مثمر في العلاقة.
وفي الخريف، سوف ينشر المجلس وثيقةً، عبارة عن ثمرة سنتين من العمل، من أجل شرح السبب الذي ما تزال تستمر من أجله الكنيسة بالالتزام بالحوار بين الأديان. وتضم هذه الوثيقة أقوال بندكتس السادس عشر الذي أشار في كولونيا سنة 2005 إلى أن “الحوار بين الأديان وبين الثقافات بين المسيحيين والمسلمين لا يمكن أن يتقلص إلى خيار مؤقت، لا بل أنه بالفعل ضرورة أساسية يعتمد عليها مستقبلنا بشكل كبير”.
في 4 يونيو، جرى لقاء جمع أساقفة حول “رسالة 138 لاهوتياً مسلماً إلى بندكتس السادس عشر وإلى المسؤولين الدينيين المسيحيين”. ما كان هدف هذا اللقاء؟
كان هذا اللقاء يهدف إلى تقديم الفرصة للأساقفة للتعمق والتدقيق في هذه الرسالة. وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولين المسلمين يبينون في هذا النص محبة الله ومحبة القريب نقلاً عن العهد القديم أو الأناجيل. وهم يذكرون القرآن بالنسبة إلى تقاليدهم الخاصة، ولا يذكرون المسيحية انطلاقاً من القرآن بل من الأناجيل. ويظهر هذا الجانب الجديد وجود رهان في الطريقة التي يتكلم بها الله إلى الإنسان.
نقلته من الفرنسية إلى العربية غرة معيط