العاشر من يونيو
روما، الثلاثاء 10 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العاشر من يونيو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
عيد جسد الرب والعرفان
صرح المجمع التريدنتيني أن الغاية من عيد جسد الرب هي توليد العرفان في قلوب البشر وتذكيرهم بربهن المشترك. لدينا هنا بشكل مكثف أهداف ثلاثة: لقد تأسس عيد جسد الرب ليواجه نزعة الكائن البشري إلى النسيان، وليحرك عرفانه، وهناك أمر يتعلق بالرفقة، أي تلك القوة التي تعمل في البشر عندما ينظرون إلى الرب الواحد. يمكننا الكلام بإسهاب عن هذا الموضوع؛ فبسبب حواسيبنا، واجتماعاتنا ومواعيدنا بتنا متناسين ومهملين بشكل مفزع. يقول لنا علماء النفس أن قدرتنا الفكرية، ووعينا اليومي هو فقط الطبقة السطحية مما يؤلف نفسنا بالكلية. ولكننا مقيدون بشكل كبير بهذا الوعي السطحي لدرجة أن ما يوجد في بعد أعمق لا يتم التعبير عنه. في المقام الأخير، يضحي الإنسان مريضًا بسبب نقص الأصالة؛ ولا يعيش كإنسان فاعل من بعد: بل يضحي ألعوبة الصدفة والسطحية. هذا الأمر يرتبط بعلاقتنا بالزمان. فعلاقتنا بالزمن تتصف بالنسيان. نعيش للحظة الراهنة. بالواقع نحن نريد أن نتناسى، لأننا لا نريد أن نواجه الشيخوخة والموت. ولكن رغبة النسيان هذه هي في الواقع رياء: تتحول فجأة إلى إلحاح عدواني يطلب المستقبل، كوسيلة لتدمير الزمان. ولكن على كل حال، إن رومنسية المستقبل هذه، ورفض التسليم للزمان، هما رياء أيضًا، كذب يدمر الإنسان والعالم على حد سواء. السبيل الوحيد للتحكم بالزمان، هو في الواقع درب الغفران والعرفان حيث نتلقى الزمان كهبة، وبروح عرفان نقوم بتحويله.