روما، الخميس 12 يونيو 2008 (ZENIT.org) – ننشر في ما يلي النص الكامل للرسالة التي وجهها بندكتس السادس عشر إلى البطريرك الروسي ألكسي الثاني بمناسبة رحلة الكردينال والتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين إلى روسيا. وقد سلم الكردينال الرسالة إلى بطريرك موسكو في 29 مايو.
إلى قداسته،
ألكسي الثاني
بطريرك موسكو
وسائر روسيا
تتيح لي زيارة غبطة الكردينال والتر كاسبر إلى روسيا فرصة سعيدة لأحييكم بحرارة، وأعبر لكم عن تقديري لخدمتكم في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وأعيد التأكيد على تقديري لالتزامكم في تعزيز العلاقات بين الكاثوليك والأرثوذكس. أفكر بفرح في تجربة تقربنا المتنامي، مع الرغبة المشتركة في تعزيز قيم مسيحية حقيقية، والشهادة لربنا في مشاركة أعمق. وأفكر بامتنان في الزيارة الأخيرة لقداستكم إلى ستراسبورغ وباريس، وفي الاستقبال الحار الذي خصص لرئيس الأساقفة الكاثوليكي عن أسقفية أم الله، في موسكو، خلال احتفالات عيد الميلاد في السنة الفائتة.
أرى علامة أخرى من الأخوة والألفة تجاه الكنيسة الكاثوليكية في الدعوة التي وجهت إلى الكردينال كاسبر من قبل صاحب الغبطة سيريل، رئيس أساقفة سمولنسك وكالينينغراد، ورئيس قسم الشؤون الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو، لزيارة هذه الأبرشية بمناسبة عيدها. إن وجود الكردينال كاسبر لا يشكل فقط علامة حسن نية، لا بل أيضاً بادرة تجاه الكنيسة الكاثوليكية التي يمثلها.
خلال زيارته إلى روسيا، سوف يزور الكردينال كاسبر كازان لتكريم أيقونة أم الله، هبة سلفي الحبيب، البابا يوحنا بولس الثاني، لقداستكم، عبر الكردينال كاسبر، الذي سيرافق شخصياً الأيقونة المقدسة في بلدها الأصلي. وتشبه هذه الأيقونة جميع الأيقونات الأخرى الموقرة لأم الله، وبذلك، تمثل رمزاً مؤثراً للقرب الموجود بيننا. كما أنها تتيح لنا الفرصة للقاء المسلمين الذين يظهرون احتراماً فائقاً لمريم، أم الله. لطالما اهتم قداستكم بالحوار مع المسيحيين الآخرين ومع أعضاء الديانات الأخرى. بامتنان عميق تابعت بالصلاة والاهتمام علامات الألفة والثقة التي أظهرتها كنيستكم وممثليها بطرق مختلفة.
وعربوناً عن شكري لالتزامكم بالحوار مع مختلف الهيئات الكنسية، والدينية، والاجتماعية، أوجه لكم، في زمن الفصح هذا، أفضل وأحر التمنيات لخدمتكم، وأتضرع للرب بصلاتي من أجل أن يتمكن السر العظيم لخلاصنا، وموت وقيامة ربنا، من إرشاد حياتكم وخدمتكم للكنيسة بشكل أعمق. فليعطكم الرب الحي الصحة، والسلام، والفرح الداخلي، وليقربنا أكثر من بعضنا البعض من أجل أن نسلك معاً الطريق إلى الاتحاد الكامل به!
حاضرة الفاتيكان، في 19 مايو 2008
بندكتس السادس عشر
نقلته من الفرنسية إلى العربية غرة معيط